بعد عقود من المصادرة... عودة بيت راهبات الكنيسة المارونية في اللاذقية إلى أصحابه

بثينة الخليل
الأحد, 27 أبريل - 2025
الحديقة الخلفية للدير
الحديقة الخلفية للدير


استعادت راهبات الكنيسة المارونية في مدينة اللاذقية بيتهن المعروف باسم "الخربة"، بعد أكثر من أربعة عقود من مصادرته. ويعود هذا البيت التاريخي إلى أكثر من مئة عام، حين تم شراؤه من محافظ بيت الخازن اللبناني، ليصبح مركزًا تعليميًا للفتيات من مختلف الطوائف.

في عام 1952، شهد البيت عملية تجديد واسعة لجناح المدرسة الكبير، حيث انتقلت الراهبات للإقامة فيه بعد أن كنّ يسكنّ في مبنى الوقف المجاور. وقد لعبت المدرسة دورًا بارزًا في تعليم الفتيات، دون تمييز بين الطوائف، ما عكس روح التعايش والانفتاح التي تميزت بها المدينة آنذاك.

غير أن التحولات السياسية التي شهدتها سوريا، خاصة مع صعود حزب البعث إلى الحكم، أدت إلى استيلاء الحزب على الدير في عام 1958، واستخدامه مقرًا له، مما أدى إلى تعطيل النشاط التربوي والتعليمي الذي كانت تديره الراهبات.


ومع عودة الدير إلى الراهبات مؤخرًا، اكتشفن أن المبنى تعرض للسرقة والتخريب خلال سنوات المصادرة. وفي تصريح لإحدى الراهبات عبر مقطع مصور بثته قناة "العربية"، وصفت الوضع بقولها: "الوضع كان مخجلاً وغير مقبول بعد 58 سنة من الاستيلاء".

اليوم، ومع استعادة الحق التاريخي، تبدأ الراهبات مرحلة جديدة من إعادة تأهيل الدير وترميمه، تمهيدًا لإعادة إحياء رسالته التعليمية والاجتماعية، واستعادة دوره كمركز إشعاع ثقافي وإنساني في مدينة اللاذقية.