شهد ميناء الشهيد رجائي في بندر عباس، جنوبي إيران، اليوم سلسلة انفجارات مدمّرة أدت إلى خسائر بشرية ومادية جسيمة، وسط حالة من الذعر والفوضى العارمة.
وبحسب مصادر محلية وشهود عيان، أدت شدة الانفجارات إلى تدمير شبه كامل لعدد من مباني الميناء وتحطم مئات السيارات، بينما ارتفع عدد المصابين إلى أكثر من 280 شخصًا وفق حصيلة أولية، مع توقعات بارتفاع العدد خلال الساعات القادمة. مقاطع فيديو متداولة أظهرت مشاهد مروعة لضحايا مبعثَرين وسط الركام وسحب كثيفة من الدخان تغطي سماء المنطقة.
ورغم استمرار التحقيقات، لم تصدر السلطات الإيرانية حتى الآن بيانًا رسميًا يوضح أسباب الانفجار، وسط تعتيم إعلامي ملحوظ. إلا أن مصادر مطلعة أشارت إلى أن الانفجار ربما يكون مرتبطًا بشحنة من “وقود الصواريخ الصلب” كانت قد وصلت إلى الميناء في مارس الماضي عبر سفن صينية، وفق ما كشفته صحيفة “فاينانشال تايمز” سابقًا.
وأكد مسؤولون مطلعون أن الشحنة، التي تحتوي على مادة “بيركلورات الصوديوم”، كانت مخصصة لتعزيز مخزون إيران من الصواريخ الباليستية. ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن تحليل لبيانات تتبع السفن أن إحدى الناقلات المرتبطة بالشحنة رست في الميناء قبل أسابيع، فيما لم يصدر تعليق رسمي من الوفد الإيراني في الأمم المتحدة بشأن الحادث.
في سياق متصل، رجحت مصادر فنية أن الحريق والانفجارات قد يكون سببها سوء إدارة المواد الكيميائية شديدة الانفجار، وهو ما يثير مقارنات مؤلمة مع كارثة مرفأ بيروت عام 2020، التي خلفت مئات القتلى وآلاف الجرحى.
صور متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي وثّقت تصاعد أعمدة من الدخان الأحمر قبيل وقوع الانفجارات، في مؤشر على تورط مواد كيميائية متفجرة في الحادث.
وبينما تواصل فرق الطوارئ والإطفاء جهودها لاحتواء الحريق، أطلقت السلطات المحلية نداءات عاجلة للتبرع بالدم في المستشفيات القريبة. التحقيقات لا تزال جارية وسط تساؤلات متزايدة حول أسباب الاحتفاظ بشحنات خطرة في موقع حساس كهذا، خاصة في ظل استهداف منشآت إيرانية سابقة خلال التوترات الإقليمية الأخيرة.
يُذكر أن ميناء رجائي يُعد أحد أهم الموانئ التجارية والنفطية في إيران، ما يجعل هذه الكارثة ضربة قاسية للبنية التحتية الإيرانية، التي تعاني أصلاً من تحديات داخلية ودولية متصاعدة.