في محاولة لاحتواء الضغوط الدولية المتزايدة، أعلن مساعد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي عن استعداده لزيارة باريس وبرلين ولندن، في خطوة تهدف إلى تجنب تفعيل “آلية الزناد” التي قد تعيد فرض العقوبات الدولية على طهران. وتأتي هذه التحركات وسط مؤشرات متزايدة على ارتباك النظام الإيراني حيال تطورات الملف النووي.
وفي منشور عبر منصة “إكس”، أقرّ عراقجي بتدهور العلاقات مع فرنسا وألمانيا وبريطانيا، معترفًا بأنها “في وضع سيئ”، لكنه حاول تحميل الأطراف الأوروبية جزءًا من المسؤولية، واصفًا تحميل إيران كامل اللوم بأنه “عبثي”. وفي الوقت نفسه، دعا إلى “التعاون بدلًا من المواجهة”، معترفًا برفض أوروبي لهذه الدعوات في ظل استمرار الانتهاكات الإيرانية للاتفاق النووي ودعمها لأنشطة إرهابية.
تحركات عراقجي، التي تأتي بعد سنوات من التصعيد الإيراني، اعتبرها مراقبون محاولة متأخرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، خاصة في ظل تصلب الموقف الأوروبي والدولي. زياراته السابقة إلى موسكو وبكين عكست بدورها قلق طهران من تآكل دعم حلفائها التقليديين، بينما اعتبر بعض المحللين أن دعوات الحوار تبدو أقرب إلى استجداء سياسي منها إلى مبادرات دبلوماسية فعلية.
وفي روما، أقر عراقجي بصعوبة التوصل إلى اتفاق نهائي خلال الإطار الزمني الذي حدده الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب (60 يومًا)، مقترحًا اتفاقًا مؤقتًا، وهو ما قوبل بالرفض من قبل المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، الذي شدد على ضرورة التوصل إلى اتفاق شامل. ومن المقرر أن تُعقد محادثات تقنية في مسقط بمشاركة مايكل أنطون وويتكوف، إلى جانب وفد فني إيراني، فيما ستوفد الوكالة الدولية للطاقة الذرية فريقًا إلى طهران لتكثيف عمليات المراقبة.
وتواجه إيران مع تصاعد الضغوط الدولية نافذة تفاوضية تضيق تدريجيًا، وسط تحذيرات من أن إعادة فرض العقوبات قد تسرع من تدهور اقتصادها المنهك وتزيد من الضغوط الداخلية على النظام.