أعلنت وزارة الخارجية الهولندية عن استدعاء سفير إيران لدى لاهاي، عقب صدور تقرير من وكالة الاستخبارات العامة الهولندية (AIVD) يتهم طهران بالتورط في محاولتي اغتيال استهدفتا معارضين للنظام الإيراني في أوروبا، من بينها محاولة اغتيال السياسي الإسباني البارز الدكتور أليخو فيدال-كوادراس، النائب السابق لرئيس البرلمان الأوروبي.
وأشار التقرير السنوي لوكالة AIVD إلى أن السلطات الهولندية ألقت القبض على شخصين في مدينة هارلم في يونيو 2024، عقب محاولة لاغتيال معارض إيراني مقيم في البلاد. وبحسب التحقيقات، يُشتبه في أن أحد المعتقلين كان متورطًا أيضًا في محاولة الاغتيال الفاشلة التي استهدفت كوادراس في مدريد في نوفمبر 2023.
وقالت الاستخبارات الهولندية إن “العمليتين تتماشيان مع أسلوب معروف للنظام الإيراني، يتمثل في استخدام شبكات إجرامية في أوروبا لاستهداف المعارضين”، مضيفة أن “المعطيات الاستخباراتية تُرجح بقوة تورط إيران في كلتا المحاولتين”.
وفي تصريحات أدلى بها سابقًا، أكد فيدال-كوادراس أن “من أطلق النار عليه في مدريد هو نفسه الذي اعتُقل في هولندا”، مضيفًا: “أنا على يقين بأن النظام الإيراني هو من يقف وراء هذه الجريمة”. وتابع: “سأواصل النضال ضد هذا النظام حتى آخر يوم في حياتي”.
أهداف سياسية واضحة وراء الاستهداف
ويُعد كوادراس من أبرز الشخصيات الأوروبية المؤيدة للمقاومة الإيرانية، وله علاقات وثيقة مع منظمة مجاهدي خلق ومع السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة من قبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية. وقد تسبب دعمه العلني لهذه المعارضة في وضعه على رأس قائمة المستهدفين من قبل طهران، بحسب مراقبين.
وأفادت صحيفة “الغارديان” البريطانية باعتقال امرأة هولندية على صلة بمحاولة اغتيال كوادراس، ما يعكس اتساع الشبكة المشتبه بعلاقتها بالنظام الإيراني داخل أوروبا.
ويُذكر أن فيدال-كوادراس من مؤسسي حزب “فوكس” اليميني الإسباني، ولا يزال ينشط سياسيًا ودوليًا في الدفاع عن حقوق الإنسان وحرية التعبير في إيران رغم التهديدات المتكررة التي يتعرض لها.