أثارت جريمة قتل فاطمة سلطاني، الشابة البالغة من العمر 18 عامًا، على يد والدها في مدينة إسلامشهر يوم 23 أبريل 2025، موجة من الغضب داخل إيران وخارجها، لتُسلط الضوء مجددًا على واقع العنف المنهجي ضد النساء في ظل سياسات نظام الملالي المستمرة منذ أكثر من أربعة عقود.
وتشير التقارير إلى أن الجريمة وقعت في وضح النهار وأمام أعين المارة، حيث أقدم الوالد على طعن ابنته بسكين، ما أدى إلى مقتلها على الفور. ورغم بشاعة الواقعة، يرى حقوقيون أن مثل هذه الجرائم ليست معزولة، بل ناتجة عن منظومة قانونية وتشريعية تُسهّل الإفلات من العقاب في حالات “القتل بدافع الشرف”.
وبحسب صحيفة “اعتماد” الحكومية، فقد قُتلت أكثر من 137 امرأة وفتاة خلال العام الإيراني الماضي (2024-2025)، معظمهن على يد أفراد من أسرهن. ويرجع كثير من النشطاء هذا التصاعد إلى قوانين تمييزية، من بينها تخفيف العقوبة على مرتكبي “جرائم الشرف”، وعدم المصادقة على قانون منع العنف ضد النساء الذي يُناقش منذ أكثر من 13 عامًا.
خلفية قانونية وحقوقية مظلمة
منذ تأسيسه عام 1979، فرض النظام الإيراني قيودًا مشددة على حقوق النساء، منها خفض سن الزواج إلى 9 سنوات، وفرض الحجاب الإجباري تحت طائلة العقوبة، وهو ما اعتُبر على نطاق واسع أداة للسيطرة الاجتماعية. وتقول منظمة العفو الدولية إن السلطات تُبقي النساء عرضة للعنف دون حماية قانونية حقيقية.
صوت المقاومة النسائية مستمر
ورغم القمع، تُواصل النساء الإيرانيات تصدّر مشهد المقاومة. من انتفاضات الحجاب في السبعينات، إلى احتجاجات عام 2022 عقب مقتل مهسا أميني، أثبتت النساء دورهن المحوري في مواجهة سياسات القمع والتمييز. وتشير تقارير إلى أن نحو 1000 امرأة اعتُقلن عام 2018 بسبب نشاطات سياسية وحقوقية.
كما برزت شخصيات بارزة مثل المحامية نسرين ستوده، التي واجهت السجن مرارًا دفاعًا عن حقوق المرأة، فيما تقود نساء في منظمة “مجاهدي خلق” نشاطًا سياسيًا ضد النظام الديني.
دعوات لمحاسبة دولية
طالبت لجنة شؤون المرأة في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، الأمم المتحدة بفتح تحقيق شامل في جرائم العنف ضد النساء في إيران، معتبرة أن الصمت الدولي يشجع النظام على مواصلة انتهاكاته.
خاتمة
بعد 46 عامًا من الحكم، يواجه نظام الملالي اتهامات متواصلة باستخدام الدين كأداة لتقنين التمييز والعنف ضد النساء. لكن صمود الإيرانيات وتنامي صوت المقاومة يشكلان تحديًا متزايدًا لهذا النظام، في وقت تتعالى فيه الدعوات لمحاسبته على الجرائم المرتكبة بحق النساء.