في تطور دبلوماسي لافت، منحت الحكومة الأميركية تأشيرات دخول لوفد رسمي سوري للمشاركة في اجتماعات دولية مرتقبة في العاصمة الأميركية، في خطوة تُعد الأولى من نوعها منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011.
وقال محمد غانم، أحد مؤسسي اللوبي السوري في واشنطن، في تصريح خاص لموقع "سوريا أونلاين"، إن "الوفد المكوّن من شخصيات رسمية تمثّل مؤسسات سورية معترف بها من قبل عدد من الدول الغربية، حصل على تأشيرات الدخول بعد مفاوضات ومخاطبات دبلوماسية استمرت لعدة أسابيع".
انفتاح أميركي غير معلن؟
أشار غانم إلى أن المشاركة تأتي ضمن "جهود متواصلة لإعادة وضع القضية السورية في صلب النقاشات الدولية"، لا سيما في ظل التغيرات الجيوسياسية الأخيرة في الشرق الأوسط.
وسيشمل جدول الزيارة المرتقبة لقاءات مع مسؤولين في وزارة الخارجية الأميركية، وممثلين عن مراكز أبحاث نافذة، إلى جانب جلسات استماع في الكونغرس، حسب ما أفادت به مصادر مقربة من الوفد.
وأضاف غانم:"منح هذه التأشيرات يحمل بعداً سياسياً هاماً، إذ يُعدّ مؤشراً على استعداد واشنطن للتعامل مع أطراف سورية خارج إطار النظام، في مسار البحث عن حل سياسي شامل".
ملفات حيوية على طاولة البحث
ورجحت مصادر دبلوماسية أن تتناول الاجتماعات عدداً من الملفات الملحّة، من بينها الوضع الإنساني في شمال غرب سوريا، ومستقبل منظمات المجتمع المدني، إضافة إلى دعم مسارات العدالة الانتقالية.
في المقابل، لم تصدر وزارة الخارجية الأميركية حتى الآن بيانًا رسميًا يوضح طبيعة الاجتماعات أو أسماء الشخصيات المشاركة.
تأتي هذه الخطوة في وقت يشهد الملف السوري جموداً سياسياً مستمراً، وسط انسداد أفق التسوية وتزايد المطالب الدولية بإعادة إحياء العملية السياسية على أساس قرار مجلس الأمن 2254، وبمشاركة فاعلة من القوى المجتمعية والمدنية السورية.
