غروسي يحذر: البرنامج النووي الإيراني يقترب من نقطة اللاعودة

السوري اليوم
الخميس, 17 أبريل - 2025
مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي
مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي

حذّر مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، من تسارع البرنامج النووي الإيراني واقترابه من العتبة التي تتيح لطهران امتلاك سلاح نووي، واصفًا الوضع بـ”أحجية تقترب من الاكتمال”. هذا التصريح، الذي جاء قبيل زيارة رسمية لطهران، يعكس القلق المتصاعد داخل الأوساط الدولية من تراجع قدرة الوكالة على مراقبة البرنامج الإيراني، وازدياد احتمالات الانفلات النووي في الشرق الأوسط.

وأشار غروسي إلى أن إيران تملك حاليًا كميات من المواد الانشطارية تكفي لصناعة أكثر من قنبلة نووية، وهو ما يُحوّل الملف من قضية تقنية إلى تهديد استراتيجي قد يُعيد رسم موازين القوى في المنطقة. ولفت إلى أن الفجوة بين تخصيب المواد وإنتاج السلاح لم تعد كبيرة، ما يجعل الحاجة إلى رقابة صارمة أمرًا ملحًا لتفادي “عواقب وخيمة”.

اتفاق بلا رقابة = اتفاق بلا قيمة

زيارة غروسي تأتي في لحظة دقيقة، بعد انسحاب طهران من البروتوكولات الإضافية للاتفاق النووي الموقع عام 2015، ما حدّ من قدرة الوكالة على تفتيش المواقع غير المعلنة. واعتبر أن أي اتفاق نووي جديد لا يتضمّن دورًا فعالًا للوكالة سيكون “ورقة بلا قيمة”، مشددًا على أن التحقق المستقل يمثل حجر الأساس لأي تسوية موثوقة.

في المقابل، تُظهر واشنطن رغبة في التوصل إلى اتفاق مبسّط مع طهران، يركّز على تقييد تخصيب اليورانيوم مقابل تخفيف العقوبات. إلا أن غروسي حذر من أن تسوية تُستبعد منها الوكالة ستُفتقر إلى المصداقية، ما يزيد من صعوبة تحقيق استقرار فعلي في الملف.

التصعيد الإيراني وتأزم إقليمي محتمل

تواصل إيران تخصيب اليورانيوم إلى مستويات مرتفعة تقترب من الاستخدام العسكري، ما يثير قلق دول الجوار، وعلى رأسها إسرائيل والسعودية، اللتين تعتبران البرنامج تهديدًا وجوديًا. ويأتي هذا التصعيد وسط تحديات تواجه الوكالة في الوصول إلى مواقع حساسة داخل إيران، ما يُعمّق الشكوك حول نوايا طهران ويُصعّب مهمة التحقق الفني.

في ختام تصريحاته، دعا غروسي إلى تحرّك دولي عاجل لإعادة تفعيل آليات الرقابة وبناء الثقة. وأكد أن زيارته إلى طهران تهدف إلى إعادة تحديد قواعد اللعبة، ووضع إطار شفاف يسمح للوكالة بممارسة دورها الرقابي بفاعلية. إلا أن مؤشرات التصلب الإيراني تُنذر بأن الأزمة النووية دخلت مرحلة أكثر تعقيدًا، فيما الوقت المتاح للحلّ الدبلوماسي بدأ ينفد.