"حفّار القبور" يكشف عن هويته لأول مرة ويطالب برفع العقوبات عن سوريا بعد سقوط نظام الأسد

السوري اليوم
الثلاثاء, 15 أبريل - 2025
صورة للحفاظ القبور " اثناء تقديم شهادته في المانيا / سانا
صورة للحفاظ القبور " اثناء تقديم شهادته في المانيا / سانا

في سابقة هي الأولى من نوعها، كشف الشاهد المعروف بلقب "حفّار القبور" عن هويته الحقيقية بعد سنوات من السرية، خلال مداخلة له في المؤتمر العربي المنعقد في جامعة هارفارد الأميركية. وعرّف نفسه باسم محمد عفيف نايفة، من سكان مدينة دمشق، وهو أحد أبرز الشهود الذين لعبت شهاداتهم دوراً مفصلياً في فضح جرائم النظام السوري السابق بقيادة بشار الأسد.

ويُعتبر نايفة من الشهود الرئيسيين الذين قدموا أدلة دامغة أمام الكونغرس الأميركي ومحكمة جرائم الحرب في ألمانيا بشأن الانتهاكات الممنهجة التي ارتكبها النظام السوري، ولا سيما في ملف المقابر الجماعية. فبصفته موظفًا سابقًا في مؤسسة دفن الموتى التابعة للنظام، روى مشاهداته اليومية لعمليات دفن سرية لمعتقلين قضوا تحت التعذيب داخل فروع الأمن، ومن بينهم أطفال ونساء.

وكانت شهادته، إلى جانب الصور التي سربها العسكري المنشق المعروف بلقب "قيصر" (فريد المذهان)، قد أسهمت في تسليط الضوء العالمي على الممارسات الوحشية داخل مراكز الاعتقال السورية، وأدت إلى فرض عقوبات أميركية وأوروبية صارمة على شخصيات وكيانات تابعة للنظام، عبر ما عرف لاحقاً بـ"قانون قيصر".

وفي كلمته الأخيرة، أشار نايفة إلى سقوط نظام الأسد قبل أربعة أشهر، مؤكدًا أن الشعب السوري لا يزال يعاني من تبعات العقوبات الاقتصادية المفروضة على البلاد، والتي فُرضت بالأساس للضغط على النظام السابق بسبب جرائمه. وطالب نايفة برفع هذه العقوبات تدريجيًا لتخفيف المعاناة عن المدنيين، مؤكدًا في الوقت نفسه على ضرورة محاسبة جميع مرتكبي الجرائم والانتهاكات بحق السوريين أمام العدالة الدولية.

جدير بالذكر أن "حفّار القبور" كان قد لجأ إلى ألمانيا بعد فراره من سوريا، حيث قدم إفادات تفصيلية مدعومة بالوثائق، وتمت حمايته ضمن برنامج خاص بالشهود نظراً لحساسية المعلومات التي يمتلكها، وخطورة ظهوره العلني، حتى لحظة قراره بكشف هويته هذا الأسبوع.

يُعد هذا الإعلان خطوة مهمة على طريق العدالة الانتقالية في سوريا، ويعيد فتح النقاش حول مستقبل المحاسبة والتعويض، خاصة في مرحلة ما بعد سقوط النظام.

الخط الزمني لشهادة حفّار القبور محمد عفيف نايفة

2011 – 2017:

عمل محمد عفيف نايفة ضمن طواقم الدفن الرسمية التابعة للنظام السوري، حيث أوكلت إليه مهمة دفن المعتقلين الذين قضوا تحت التعذيب في الفروع الأمنية، وخاصة في محيط سجن صيدنايا ومجمعات أمنية أخرى. كان يشارك في دفن عشرات الجثث يوميًا في مقابر جماعية، دون تسجيل هويات الضحايا.

2018:

تمكن من الفرار إلى ألمانيا، بعد أن شعر بخطر يهدد حياته نتيجة معرفته الواسعة بالتفاصيل الدقيقة عن جرائم النظام.

2019:

قدم شهادته الأولى أمام السلطات الألمانية، ضمن تحقيقات تستند إلى مبدأ "الولاية القضائية العالمية" التي تتيح محاكمة مجرمي الحرب بغض النظر عن جنسياتهم أو مكان وقوع الجرائم.

2020:

أدلى بشهادة مفصلة أمام الكونغرس الأميركي، وصف خلالها كيف كانت الشاحنات تنقل جثث المعتقلين إلى مقابر في أطراف دمشق، بعضها بلغ عدد ضحاياه أكثر من 10 آلاف جثة.

2021:

لعبت شهادته دورًا في تدعيم العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على النظام السوري ضمن "قانون قيصر".

2022 – 2023:

استُخدمت إفادته كدليل في محاكمات كوبلنز بألمانيا، والتي أدين فيها عدد من الضباط السوريين السابقين بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، من بينهم أنور رسلان وإياد الغريب.

أبريل 2025:

يكشف عن هويته علنًا للمرة الأولى خلال مشاركته في المؤتمر العربي بجامعة هارفارد، بعد سقوط نظام بشار الأسد بـ4 أشهر.