تصاعد التوتر بين أمريكا والحوثيين يضع إيران في مأزق سياسي وعسكري

السوري اليوم
الثلاثاء, 25 مارس - 2025
ميليشيات الحوثيين
ميليشيات الحوثيين

تشهد المواجهات بين الولايات المتحدة والحوثيين في اليمن تصعيدًا غير مسبوق، حيث كثّفت واشنطن ضرباتها الجوية على مواقع الجماعة المدعومة من إيران، مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى، بينهم قيادات بارزة. وتعتبر هذه الهجمات رسالة مباشرة إلى طهران، التي تواجه ضغوطًا متزايدة بسبب دعمها المستمر للحوثيين.

بدأت الضربات الأمريكية الواسعة في 12 يناير 2024 بدعم من بريطانيا وعدد من الدول الأخرى، وتفاقمت في 16 مارس 2025، بعد تصاعد هجمات الحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر. وردًا على ذلك، حذّر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في 19 مارس من أن أي هجوم حوثي جديد سيُعتبر بمثابة اعتداء إيراني، مما قد يعرّض طهران لعواقب وخيمة.

في المقابل، جاءت تصريحات المرشد الإيراني علي خامنئي وقائد الحرس الثوري حسين سلامي متناقضة، حيث نفى النظام أي صلة مباشرة بالحوثيين، رغم الأدلة على دعمه العسكري والمالي لهم. هذه التناقضات تعكس حالة من الارتباك داخل النظام الإيراني، الذي يجد نفسه عالقًا بين استمرار دعمه لوكلائه الإقليميين والمخاوف من مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة.

ويرى مراقبون أن هذا التصعيد يضع طهران أمام خيارات صعبة، إذ أن استمرار دعمها للحوثيين قد يؤدي إلى تصعيد عسكري ضدها، بينما التخلي عنهم يعني فقدان إحدى أدوات نفوذها الإقليمي. ومع استمرار الضغوط الدولية والتحديات الداخلية، تتزايد المؤشرات على تراجع الدور الإيراني في المنطقة، ما يفتح الباب أمام تغييرات جذرية في المشهد السياسي الإقليمي.