ألقت السلطات الأمنية في سوريا القبض على أفراد شبكة لتجارة المخدرات في مدينة حلب، بعد ضبط شحنة ضخمة من الكبتاغون تقدر بـ 50 ألف حبة، وفقًا لما أوردته صحيفة “الوطن” المحلية اليوم السبت.
وتمكنت شرطة هنانو من مداهمة موقع تخزين الشحنة وإلقاء القبض على أفراد العصابة المتورطين في عمليات التهريب والتوزيع داخل المدينة. ويأتي هذا التحرك في إطار حملة أمنية مشددة تستهدف مكافحة تجارة المخدرات، التي تفاقمت بشكل كبير في السنوات الأخيرة.
في سياق متصل، نفّذت إدارة الأمن العام يوم الخميس عملية مداهمة لمعمل سري لإنتاج المواد المخدرة في أطراف حي الزهراء بمدينة حمص، بعد عمليات رصد وتحري امتدت لأسابيع. ووفقًا لمصادر أمنية، فإن الموقع كان يُستخدم لإنتاج وتعبئة شحنات الكبتاغون المعدّة للتهريب، ما يكشف عن شبكة واسعة تمتد عبر عدة محافظات.
وكانت وزارة الداخلية السورية قد أعلنت مؤخرًا عن إحباط عمليات تهريب ضخمة لشحنات من الكبتاغون، التي كانت معدّة للتصدير عبر مرفأ اللاذقية إلى دول عربية وغربية، ما يشير إلى امتداد هذه التجارة غير المشروعة إلى نطاق دولي واسع.
تورط النظام السابق في تجارة الكبتاغون
منذ سقوط نظام بشار الأسد، بدأت إدارة العمليات العسكرية بالكشف عن مواقع سرية كانت تُستخدم لإنتاج المخدرات وتجهيزها للتصدير، وهو ما أثار اتهامات دولية بضلوع النظام السابق في هذه التجارة.
وتؤكد الولايات المتحدة ودول غربية أن تجارة الكبتاغون كانت مُدارة من قبل ماهر الأسد والفرقة الرابعة، حيث تحولت إلى مصدر رئيسي لتمويل النظام السابق خلال سنوات الحرب. ووفقًا لتقديرات الخبراء، فإن قيمة تجارة الكبتاغون عالميًا تصل إلى 10 مليارات دولار سنويًا، بينما كانت أرباح النظام السابق تقدر بـ 2.4 مليار دولار سنويًا، وفقًا لما صرّحت به كارولين روز، مديرة مشروع تجارة الكبتاغون في معهد نيو لاينز في نيويورك.
وأضافت روز أن أي معمل لتصنيع الكبتاغون لم يتم ضبطه في المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة النظام السابق حتى سقوطه، ما يعزز الاتهامات بمسؤوليته المباشرة عن هذه التجارة، التي نمت إلى مستويات غير مسبوقة خلال فترة حكمه.
ومع تكثيف السلطات السورية جهودها لمكافحة تجارة الكبتاغون، يبقى التحدي الأكبر هو تفكيك الشبكات المعقدة التي استمرت لسنوات، وقطع الطريق أمام استمرار هذه التجارة غير المشروعة داخل البلاد وخارجها.
