أعلن الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) الأربعاء، عن اكتشاف مقبرة جماعية في منطقة جسر بغداد، على بعد 30 كيلومتراً شمال شرق دمشق، يُرجح أنها تحتوي على رفات معتقلين قضوا في سجون النظام السابق أو مقاتلين سقطوا أثناء النزاع.
مشاهد مروعة وأكياس بأسماء
وقالت وكالة فرانس برس أن فريقها شاهد حفرا مصطفة بجانب بعضها البعض، مغطاة بألواح خرسانية، وفيها أكياس بيضاء كُتب على بعضها أسماء أو أرقام. وأفاد عبد الرحمن مواس من الدفاع المدني بأنهم عثروا على سبعة أكياس بيضاء مليئة بالعظام تم نقلها إلى مكان آمن لإجراء فحوصات الحمض النووي.
تحذير من العبث بالموقع
دعا مواس إلى ضرورة ترك المقابر الجماعية للجهات المختصة، محذراً من العبث بها، ومشيراً إلى أن بعض القبور قد نُبشت على يد مدنيين.
مقابر جماعية منذ سنوات الحرب
منذ سقوط نظام بشار الأسد بعد هجوم خاطف شنته فصائل معارضة بقيادة هيئة تحرير الشام في ديسمبر الماضي، تعمل السلطات الانتقالية على تحديد مواقع مقابر جماعية حول العاصمة. وتعد منطقة جسر بغداد قريبة من سجن صيدنايا، الذي ارتبط باسمه أبشع الانتهاكات خلال عهد الأسد.
تاريخ المقبرة وشهادات المنشقين
قال دياب سرية، من رابطة معتقلي صيدنايا، إن المقبرة الجماعية في جسر بغداد ظهرت لأول مرة في شهادات منشقين عن المخابرات الجوية عام 2019. وأظهرت صور الأقمار الصناعية أن الموقع استخدم منذ عام 2014 لدفن الضحايا.
مأساة المعتقلين والمفقودين
يعتبر مصير عشرات الآلاف من المفقودين والمعتقلين والمقابر الجماعية من أبرز أوجه المأساة السورية التي أودت بأكثر من نصف مليون شخص خلال أكثر من 13 عاماً من النزاع. وأكد محمد السيد علي، نائب رئيس المجلس البلدي في عدرا العمالية القريبة، أن الموقع كان ضمن منطقة عسكرية يمنع الاقتراب منها أو التصوير فيها.
الطريق طويل لتحقيق العدالة
يرى الخبراء أن الطريق لا يزال طويلًا للكشف الكامل عن هوية الضحايا في مقبرة جسر بغداد وغيرها من المقابر الجماعية المنتشرة في أنحاء سوريا.