أجرى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يوم الجمعة زيارة لم يعلن عنها سلفا إلى العراق للقاء رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وإجراء محادثات حول مستقبل سوريا.
ويقوم بلينكن بجولة في الشرق الأوسط في أعقاب الانهيار السريع لحكومة بشار الأسد في مواجهة جماعات المعارضة في سوريا.
ويبدو أن سقوط الأسد فاجأ الولايات المتحدة. وتحث إدارة الرئيس جو بايدن، التي تنتهي ولايتها في يناير كانون الثاني، جماعات المعارضة المنتصرة التي أطاحت بالرئيس السوري السابق، وتسعى واشنطن جاهدة لإقامة اتصالات معها، على تشكيل حكومة لا تهمين عليها الفصائل الإسلامية وتحصل فيها الأقليات السورية على تمثيل.
وذكر بلينكن في زيارة للسفارة الأمريكية في بغداد أنه تحدث مع السوداني بشأن الوضع في سوريا.
وقال إنه ناقش معه “قناعة العديد من الدول في المنطقة وخارجها بأن سوريا، خلال انتقالها من دكتاتورية الأسد إلى الديمقراطية المأمولة، يتعين عليها أن تفعل ذلك بطريقة تحمي بالطبع جميع الأقليات في سوريا وتُفضي إلى تشكيل حكومة شاملة غير طائفية”، مضيفا أن سوريا لا ينبغي أن تصبح “قاعدة للإرهاب”.
ومضى قائلا “لا أحد يعرف أهمية ذلك أكثر من العراق، بسبب الوجود المستمر لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، ونحن عازمون على التأكد من عدم عودته”.
وقال مسؤول أمريكي لرويترز إن واشنطن ترى اللحظة الحالية فرصة لتقليص نفوذ إيران في المنطقة.
ويعد العراق، الذي يقوده تحالف من الأحزاب السياسية الشيعية والجماعات المسلحة القريبة من طهران، من المكونات الرئيسية لما يعرف بمحور المقاومة الذي يضم أيضا حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وجماعة حزب الله اللبنانية، وواجه تداعيات منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023.
واختار العراق عدم السماح للجماعات المسلحة الشيعية بالتدخل في سوريا وسط تقدم المعارضة السنية واستيلائها لاحقا على دمشق مطلع الأسبوع الجاري، وذلك رغم مخاوف بغداد من انتشار الاضطرابات عبر الحدود.
وعبر آلاف المقاتلين السنة من سوريا إلى العراق بعد الغزو الأمريكي في 2003 وأذكوا العنف الطائفي على مدى سنوات قبل أن يظهروا مجددا في 2013 تحت راية تنظيم الدولة الإسلامية ويستولوا على ثلث أراضي البلاد.
وأنهت فصائل المعارضة في سوريا بقيادة هيئة تحرير الشام ارتباطها بالقاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية وتقول إنها ليس لديها طموحات في العراق.
ومع تقدم المعارضة المسلحة في سوريا، حشد العراق على حدوده آلاف المقاتلين من الجيش وقوات الحشد الشعبي، المكونة من فصائل تضم العديد من الجماعات المسلحة المتحالفة مع إيران وقاتلت في سوريا في السابق.