في الثامن من ديسمبر، شهد الشرق الأوسط حدثًا تاريخيًا سيبقى محفورًا في الذاكرة الجماعية؛ سقوط بشار الأسد ونهاية حكم استبدادي استمر نصف قرن قاده هو ووالده المجرم حافظ الأسد. هذا الانتصار يمثل نقطة تحول كبرى في تاريخ المنطقة، حيث نجح الثوار والشعب السوري في الإطاحة بأحد أكثر الأنظمة القمعية دموية.
لم تكن هذه النهاية مفاجئة تمامًا. فمنذ سنوات، كان نظام الأسد يعيش على دعم نظام الملالي في إيران، حيث أنفق خامنئي مليارات الدولارات من أموال الشعب الإيراني لإبقاء الأسد في السلطة. بالإضافة إلى ذلك، أرسل قاسم سليماني قوات الحرس ومرتزقة فيلق القدس لدعم النظام السوري المتهالك.
دور المقاومة السورية وسقوط العمق الاستراتيجي لنظام الملالي
السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمقاومة الإيرانية، وصفت سقوط الأسد بأنه "طَيٌّ للصفحات السوداء في المنطقة". وأكدت أن هذه الهزيمة تمثل بداية النهاية لنظام الملالي في طهران، مشيرة إلى أن سقوط الأسد هو انهيار لأهم ركائز العمق الاستراتيجي للنظام الإيراني.
في هذا السياق، أشارت وسائل الإعلام الإيرانية نفسها إلى مدى خطورة هذا السقوط على نظام خامنئي. كتب أحد المحللين: "ما بناه النظام الإيراني في سوريا خلال السنوات الماضية قد انهار مع انتصار المعارضة السورية" (صحيفة ستاره صبح، 8 ديسمبر).
رمزية تحرير المدن السورية
من دمشق إلى حلب، حملت انتصارات الثوار السوريين رمزية عميقة. ففي حلب، كانت القنصلية الإيرانية أولى أهداف الشعب المنتفض، حيث تم تدميرها بالكامل. وفي دمشق، اقتحم الشعب قصر بشار الأسد باعتباره رمزًا لعقود من القمع والدكتاتورية.
لم تتوقف الانتفاضة عند حدود النظام السوري. بل تم استهداف رموز النظام الإيراني أيضًا، حيث دمّر الشعب صور قاسم سليماني وحسن نصر الله المعلقة على واجهة السفارة الإيرانية في دمشق، وأسقطوا تماثيل حافظ الأسد وألقوها في مكبات النفايات.
الرسالة الواضحة: مصير الطغاة واحد
ما حدث في سوريا يحمل رسالة واضحة للنظام الإيراني؛ لا مهرب من السقوط. فكما لم يستطع جيش الشاه أو جهاز السافاك إنقاذ حكمه، وكما فشلت قوات بشار الأسد المدججة بالسلاح في الحفاظ على نظامه، لن يتمكن حرس خامنئي أو أجهزته الأمنية من إنقاذه.
السجون التي فتحها الثوار السوريون لتحرير المعتقلين أصبحت رمزًا للأمل للشعب الإيراني. المشهد الذي حدث في سجون دمشق وحلب سيكون قريبًا في سجون إيران، من سجن إيفين في طهران إلى سبيدار في الأهواز.
نصر مشترك للشعبين السوري والإيراني
سقوط بشار الأسد ليس فقط انتصارًا للشعب السوري، بل هو فرحة للشعب الإيراني وعائلات 120 ألف شهيد قدموا أرواحهم في سبيل الحرية. هذا النصر يُبرز الروابط العميقة بين نضالات الشعبين ضد القمع، ويؤكد أن الحرية والعدالة هي مصير كل الشعوب المقهورة.
بينما يُطوى عهد الظلام في سوريا، يتجه الضوء نحو إيران، حيث ينتظر الشعب والثوار يومهم لإسقاط الطغيان وإعادة بناء وطن حر وديمقراطي.