من هو أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني) الذي أسقط نظام الأسد؟

الاثنين, 9 ديسمبر - 2024
قائد عمليات تحرير سوريا أحمد الشرع (الدولاني)
قائد عمليات تحرير سوريا أحمد الشرع (الدولاني)


دخل قائد هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني، الجامع الأموي في دمشق بعد ساعات من إعلان الفصائل المعارضة بقيادة الهيئة إسقاط الرئيس بشار الأسد عقب دخول قواتها دمشق. فمن هو الجولاني الذي بدأ يستخدم اسمه الحقيقي أحمد الشرع؟
تصدر أبو محمد الجولاني (أحمد الشرع) ، زعيم هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، مجددًا عناوين الأخبار عقب بدء تحالف المعارضة السورية المسلحة بقيادته هجومًا مباغتًا على نظام بشار الأسد وإسقاط حكمه
تخلّى الجولاني، البالغ من العمر 42 عامًا، تدريجيًا عن العمامة البيضاء التي كان يضعها في بداية الحرب ليرتدي زيًا عسكريًا وأحيانًا الزي المدني.
ولد الشرع عام 1982، ونشأ في حي المزة بدمشق، في كنف عائلة ميسورة وبدأ دراسة الطب. وبحسب موقع ميدل إيست آي الإلكتروني، "بدأت أولى علامات الجهاد تظهر في حياة الجولاني" بعد اعتداءات 11 أيلول/ سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة، و"بدأ بحضور خطب دينية واجتماعات سرية في ضواحي دمشق".
بعد الاجتياح الأمريكي للعراق في عام 2003، توجه للقتال حيث انضم إلى تنظيم أبو مصعب الزرقاوي في العراق، ثم إلى الدولة الإسلامية لتحرير العراق والشام، واعتقل عدة مرات من قبل الجيش الأمريكي. ومع اندلاع الانتفاضة السورية 2011، زادت شهرة الجولاني عندما أرسله زعيم "داعش" السابق أبو بكر البغدادي إلى سوريا لتأسيس فرع لتنظيم القاعدة في سوريا تحت اسم جبهة النصرة.
وصنفت الولايات المتحدة "جبهة النصرة"، الكيان المتطرف الوليد، على قائمة المنظمات الإرهابية، وما زال هذا التصنيف قائمًا. وقد وضعت الحكومة الأمريكية مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن الجولاني.
جبهة النصرة
ومع اشتداد حدة القتال في سوريا عام 2013، تزايدت طموحات الجولاني. فقد تحدى دعوات البغدادي لحل جبهة النصرة ودمجها مع عمليات القاعدة في العراق، وأعلن الجولاني ولاءه لتنظيم القاعدة؛ إذ خاضت جبهة النصرة معارك وقضت على الكثير من المنظمات داخل المعارضة المسلحة السورية.
في أول مقابلة له في عام 2014، قال الجولاني في حديث لقناة الجزيرة إن هدفه تطبيق "الشريعة الإسلامية
مرحلة ما بعد الانفصال عن القاعدة
منذ انفصال تنظيمه عن القاعدة عام 2016، يحاول الجولاني تغيير صورته وتقديم نفسه في مظهر أكثر اعتدالًا. ونقلت فرانس برس عن المتخصص في التنظيمات الإسلامية في سوريا توما بييريه قوله: "إنه متطرف براغماتي"".
وأضاف الباحث في المركز الوطني للبحث العلمي في فرنسا أنه "في عام 2014، كان في ذروة تطرفه من أجل أن يفرض نفسه في مواجهة تطرف تنظيم الدولة الإسلامية (الذي كان في ذروة سيطرته وقوته في سوريا آنذاك)، قبل أن يعمد لاحقًا إلى التخفيف من حدّة تصريحاته"
في المقطع المصور الذي أعلن فيه قطع علاقته بالقاعدة، قال الجولاني الذي كشف عن وجهه للجمهور لأول مرة عام 2016 وهو يرتدي زيًا عسكريًا وعمامة: "هذه المنظمة الجديدة لا تتبع لأي جهة خارجية
مهدت هذه الخطوة الطريق أمام الجولاني لتأكيد سيطرته الكاملة على الجماعات المسلحة المتفرقة.
وبعد عام، أعاد تحالفه تسمية نفسه مرة أخرى باسم هيئة تحرير الشام. وعزز ذلك من قوة الجولاني في محافظة إدلب شمال غرب سوريا.
في عام 2021، قال الجولاني في مقابلة مع شبكة "بي بي إس" الأمريكية، إن هيئة تحرير الشام لا تشكل أي تهديد وأن للغرب وأن العقوبات المفروضة عليها غير عادلة. ".
على مدى السنوات الخمس الماضية، سيطرت وأدارت "هيئة تحرير الشام" آخر معقل معارض رئيسي في سوريا في منطقة إدلب في شمال غرب البلاد حيث يعيش حوالي 4 ملايين سوري معظمهم من المهجرين والنازحين.
بعد بدء الهجوم المباغت الذي بدأ في أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني، سعى الجولاني إلى طمأنة سكان حلب التي تضم نسبة كبيرة من المسيحيين، داعيًا مقاتليه إلى الحفاظ على "الأمن في المناطق المحررة"، وقاد المعارضة المسلحة لتحرير باقي المدن السورية وصولا إلى دمشق وإسقاط نظام بشار الأسد، وفي المسجد الأموي ألقى أول خطبة له طمأن فيها كل فئات الشعب السوري وخاصة كل الأقليات حتى التي كانت تدعم الأسد من أنها في أمان، وأن سوريا ستكون دولة حقوق وديمقراطية وحرية، وأبقى على الوزارة الحالية لتصريف الأعمال، وأعطى الكثير من الإشارات الإيجابية للسفارات الأجنبية في دمشق.".