أُصيب ثلاثة أطفال أشقاء، بينهم طفل بحالة خطيرة، جراء انفجار مقذوف من مخلفات الحرب داخل منزلهم في بلدة عزمارين غربي إدلب، اليوم الجمعة. الحادثة التي وقعت أثناء لعب الأطفال تسلط الضوء على خطر مخلفات الحرب التي خلفتها العمليات العسكرية المستمرة في سوريا منذ أكثر من 13 عاماً.
أطفال ضحايا مخلفات الحرب
حذر الدفاع المدني السوري من خطورة مخلفات الحرب على حياة المدنيين في شمال غربي سوريا، مشيراً إلى أن الأطفال هم الأكثر عرضة لهذه الحوادث. وأضاف أن الذخائر غير المنفجرة تنتشر في المناطق المأهولة والمرافق العامة، ما يجعلها قريبة من المدنيين ويسهل تعرضهم للخطر.
أزمة التدفئة تزيد الخطر
مع اقتراب فصل الشتاء، يعاني سكان شمال غربي سوريا من نقص حاد في مواد التدفئة. ويدفع ذلك العديد من العائلات للبحث عن الحطب في الأراضي الزراعية بطرق بدائية، مما يزيد من خطر تعرضهم لانفجارات الألغام ومخلفات الحرب.
بحسب فريق “منسقو استجابة سوريا”، أدى غياب مشاريع التدفئة الكافية إلى تفاقم المخاطر، حيث وثقت منذ بداية العام انفجار 25 ذخيرة غير منفجرة، أسفرت عن مقتل 9 مدنيين، بينهم 5 أطفال، وإصابة 37 آخرين، غالبيتهم من الأطفال.
أرقام مرعبة
• ضحايا الذخائر غير المنفجرة هذا العام:
• قتلى: 9 مدنيين (5 أطفال).
• جرحى: 37 شخصاً (25 طفلاً و3 نساء).
• تم التخلص من 950 نوعاً من مخلفات الحرب، لكن التهديد لا يزال قائماً.
• استجاب الدفاع المدني لـ 13 انفجاراً منذ بداية العام حتى 21 أيلول، ما أدى إلى مقتل 6 مدنيين (بينهم 3 أطفال) وإصابة 25 مدنياً (بينهم 21 طفلاً وامرأتان).
الآثار الممتدة لمخلفات الحرب
لا تقتصر آثار مخلفات الحرب على الخسائر البشرية، بل تعيق أيضاً:
• وصول المزارعين إلى أراضيهم.
• تشغيل الورش الصناعية التي تعرضت للقصف.
• عودة النازحين إلى منازلهم بسبب انتشار الألغام.
كما أشار الدفاع المدني إلى أن استخدام النظام السوري وروسيا للذخائر العنقودية والألغام يعكس سياسة ممنهجة تهدف إلى إحداث ضرر طويل الأمد على السكان وحرمانهم من العودة إلى حياتهم الطبيعية.
دعوات للاستجابة العاجلة
• إزالة الذخائر غير المنفجرة: تكثيف عمليات إزالة المخلفات الخطرة، خاصة في المناطق الزراعية ومحيط المخيمات.
• توفير مواد التدفئة: المنظمات الإنسانية مدعوة لتأمين الدعم اللازم للعائلات النازحة، حيث لم تحصل معظم الأسر على مواد التدفئة هذا العام.
استجابة محدودة
وفقاً لتقارير العام الماضي، لم تتجاوز نسبة الاستجابة لتوفير مواد التدفئة 41.4%، مما أجبر العديد من النازحين على استخدام وسائل بدائية تعرّض حياتهم للخطر.
مخلفات الحرب كأداة للمعاناة
يبقى انتشار مخلفات الحرب في شمال غربي سوريا تهديداً دائماً للمدنيين، خصوصاً الأطفال. ويؤكد المراقبون أن استمرار النظام وروسيا في استخدام الألغام يعكس سياسة ممنهجة تهدف إلى زيادة معاناة السكان ومنعهم من العودة إلى منازلهم أو ممارسة حياتهم الطبيعية.