أفرزت الأزمات الاقتصادية والمعيشية المتفاقمة في مناطق النظام السوري، ظواهر وعادات جديدة داخل المجتمع، كان من أبرزها ظاهرة توصيل سيدات في مدينة حلب للأطفال إلى مدارسهم ثم إعادتهن إلى منازلهن سيراً على الأقدام مقابل أجر مادي زهيد.
وفي حي الأشرفية بحلب، يرصد موقع “أثر برس” السيدة “أم كمال” وهي تمسك بيدي طفلين متجهة بهما إلى مدرسة “زكريا غباش”.
وقالت أم كمال التي تعمل في توصيل الأطفال: “أجبرتنا الظروف الاقتصادية على البحث عن فرص عمل إضافية لتأمين دخل آخر، ومساعدة زوجي في مصاريف المنزل التي تتزايد بشكل يومي بسبب التضخم وارتفاع أسعار الاحتياجات الأساسية للحياة”.
“أرخص من باص المدرسة”
وأوضحت أم كمال أن فكرتها في هذه المهنة بدأت عندما عرضت على جيرانها توصيل ابنهم، الذي يدرس في الصف الأول، إلى المدرسة بسبب أن جارته كانت تحمل طفلاً رضيعاً ولا يمكنها الخروج طويلاً. وأضافت: “بدأت بتوصيل الطفل إلى المدرسة، ثم إعادته إلى المنزل بعد انصرافه، ومن هنا بدأ بعض المعارف بعرض نفس العمل عليّ”.
وتكمل أم كمال حديثها، قائلة: “حالياً، أعمل في توصيل عدة أطفال حسب الوقت المتاح لي مقابل أجور زهيدة أتقاضاها أسبوعياً”. ورغم الأجور المتواضعة، تؤكد أم كمال أن هذه المهنة لها جانب إنساني، حيث تشعر بأنها تساعد في الحفاظ على سلامة الأطفال.
مزايا العمل
من جانبها، تؤكد “أم محمد” أن فكرة توصيل ابنها بواسطة أم كمال هي الحل الأمثل بالنسبة لها في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها. وتوضح أنها تطمئن إلى أن ابنها سيكون بأمان في الطريق بفضل معرفتها الوثيقة بأم كمال، مشيرة إلى أن تكاليف هذه الخدمة تعد أقل بكثير من تكلفة تسجيل ابنها في باص أو سيارة نقل الطلاب.
وتعتبر “أم محمد” أن أم كمال أصبحت فرداً من العائلة، إذ تعرفها جيداً، مما يجعلها مطمئنة على سلامة ابنها أثناء ذهابه إلى المدرسة وعودته منها.