غرقت باخرة تجارية تقل بحارة وعمالاً، معظمهم سوريون، فجر الجمعة قبالة سواحل مدينة طبرق الليبية، بعد إبحارها من ميناء “أبو قير” في مصر باتجاه بنغازي شرقي ليبيا. وأعلنت “مؤسسة العابرين لمساعدة المهاجرين والخدمات الإنسانية” عبر حسابها على منصة “فيس بوك” أن الباخرة غرقت قبالة منطقة رأس التين على بعد حوالي 115 كيلومتراً من طبرق، نتيجة سوء الأحوال الجوية.
وأفادت المؤسسة بأن ستة من أصل تسعة كانوا على متن الباخرة نجوا، وهم خمسة سوريين ولبناني، فيما توفي ثلاثة آخرون. وذكرت أن الناجين ألقوا بأنفسهم في البحر، وتم إنقاذهم بالتعاون مع عناصر “الضفادع البشرية” التابعة للقوات الخاصة الليبية ومتطوعين من منطقتي أم الرزم ورأس التين.
ولا تزال عمليات البحث مستمرة عن قائد الباخرة السوداني واثنين آخرين في عداد المفقودين، حسب المؤسسة، التي أكدت مواصلة الضفادع البشرية عمليات الإنقاذ.
حادث مشابه قبالة طبرق
يأتي الحادث بعد أيام من غرق قارب آخر قبالة ساحل طبرق كان يحمل 13 مصرياً، لقوا حتفهم جميعاً باستثناء شخص واحد، أثناء محاولتهم الهجرة غير النظامية إلى أوروبا.
ليبيا كنقطة عبور للهجرة
تحولت ليبيا خلال السنوات الماضية إلى مركز رئيسي للهجرة غير النظامية إلى أوروبا، حيث تعد بيئة خصبة لنشاط شبكات التهريب والاتجار بالبشر، ما يجعل المهاجرين عرضة لانتهاكات جسيمة. وقد ذكرت المنظمة الدولية للهجرة أن عدد المهاجرين الذين تم اعتراضهم قبالة سواحل ليبيا منذ بداية العام وصل إلى 8754 شخصاً، بينهم 332 توفوا و528 آخرون في عداد المفقودين.
وأكدت المنظمة أن المهاجرين المحتجزين في ليبيا يعيشون أوضاعاً إنسانية قاسية ويتعرضون لعنف ممنهج، في مراكز احتجاز تفتقر للإمكانيات الملائمة، وتخضع لإدارة جهات محلية تؤدي دور الحارس لحدود الاتحاد الأوروبي مقابل دعم مادي ومعدات.
وكانت حادثة غرق مماثلة قد وقعت مؤخراً، حيث انقلب قارب يقل نحو 90 مهاجراً قبالة سواحل ليبيا، معظمهم سوريون وأفارقة، بعد نحو ثلاث ساعات من انطلاقه من منطقة القربولي.