اندلعت حرائق ضخمة في منطقة وادي النضارة بريف حمص الغربي، ما أسفر عن تضرر مساحات واسعة من الأراضي الحراجية والأراضي الزراعية، وسط جهود مكثفة من فرق الإطفاء لمحاولة السيطرة على النيران منذ أكثر من 12 ساعة. الحريق الذي بدأ مساء الأحد في قرية بحور امتد سريعاً إلى قرى المزينة وبلاط وعين الغارة، ليهدد الغابات والمزارع في المنطقة.
رغم تدخل الأهالي وفرق الإطفاء لمنع وصول النيران إلى المنازل، إلا أن التحديات التضاريسية واشتداد الرياح حالت دون السيطرة الكاملة. وأظهرت صور ومقاطع مصورة من مواقع محلية لقطات مروعة للنيران التي اشتعلت مساءً في الأراضي الزراعية، ما دفع قوات النظام إلى الاستعانة بالمروحيات صباح اليوم الاثنين لتطويق الحريق.
وأكد قائد فوج إطفاء حمص، الرائد إياد المحمد، أن فرق الإطفاء تمكنت بدعم الطائرات من السيطرة على أجزاء من الحريق، بينما تواصل معالجة بؤر أخرى مشتعلة. من جانبه، وصف مدير الدفاع المدني في حمص، العميد مهذب المودي، الحريق بـ”الخطير”، وعزا تمدده إلى الظروف الجوية الصعبة وكثرة الأعشاب الجافة.
في سياق آخر، أثارت هذه الحرائق قلقاً كبيراً، حيث أشار ناشطون إلى تورط بعض الميليشيات التابعة للنظام السوري في إشعال الحرائق عمداً بهدف تسهيل قطع الأشجار وبيعها كحطب للتدفئة. ورغم محاولات الإطفاء، إلا أن التضاريس الوعرة وضعف الإمكانات يجعل السيطرة على النيران صعبة، ويثير مخاوف من تكرار الكارثة البيئية في ريفي اللاذقية وطرطوس.
سكان المنطقة، المتضررون من هذه الحرائق، دعوا إلى فرض رقابة صارمة على الغابات لحمايتها من الاستغلال غير القانوني، مطالبين بإجراءات تحفظ الغطاء النباتي، الذي يمثل أهمية بيئية واقتصادية كبرى ويُعدّ متنفساً طبيعياً لسوريا.