قالت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) يوم الأحد إن دبابتين إسرائيليتين من طراز ميركافا دمرتا البوابة الرئيسية لأحد مواقعها ودخلتاه عنوة، في أحدث الانتهاكات والهجمات التي يندد بها حلفاء لإسرائيل.
ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأمم المتحدة يوم الأحد إلى إجلاء أفراد اليونيفيل من مناطق القتال في لبنان، وبعدها بساعات أعلنت القوة الدولية تعرضها لما وصفته بالمزيد من الانتهاكات الإسرائيلية، ومنها اقتحام دبابتين عنوة بوابات إحدى قواعدها قبل فجر يوم الأحد.
وقالت اليونيفيل إنه بعد مغادرة الدبابتين “أبلغ جنود حفظ السلام في نفس الموقع عن إطلاق عدة رشقات نارية على مسافة 100 متر شمالا، مما أدى إلى انبعاث دخان كثيف. وعلى الرغم من ارتداء أقنعة واقية، عانى 15 جندي حفظ سلام من آثار ذلك، بما في ذلك تهيج الجلد ومشاكل في المعدة بعد دخول الدخان إلى القاعدة. ويتلقى جنود حفظ السلام العلاج اللازم”. ولم تذكر القوة الدولية الجهة التي أطلقت القذائف أو نوع المقذوفات التي تشتبه بها.
وأضافت اليونيفيل أنه في واقعة أخرى “أوقف جنود الجيش الإسرائيلي يوم السبت حركة لوجستية شديدة الأهمية لليونيفيل بالقرب من ميس الجبل، ومنعوها من المرور”. ولم يعقب الجيش الإسرائيلي حتى الآن على هذا البيان.
وتابعت اليونيفيل القول “للمرة الرابعة في غضون يومين، نذكّر الجيش الإسرائيلي وجميع الأطراف الفاعلة بالتزاماتهم بضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها واحترام حرمة مباني الأمم المتحدة في جميع الأوقات”.
وأضافت “خرق موقع تابع للأمم المتحدة والدخول إليه يشكل انتهاكا صارخا آخر للقرار 1701 (2006). وأي هجوم متعمّد على جنود حفظ السلام يشكل انتهاكا خطيرا للقانون الإنساني الدولي وقرار مجلس الأمن 1701. إن ولاية اليونيفيل تنص على حرية الحركة في منطقة عملياتها، وأي تقييد لهذا يعد انتهاكا للقرار 1701”.
وقالت القوة الدولية إنها طلبت تفسيرا من الجيش الإسرائيلي لهذه الانتهاكات “الصادمة”.
وفي وقت سابق، قال نتنياهو في بيان موجه إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش “لقد حان الوقت لتسحبوا قوات اليونيفيل من معاقل حزب الله ومن مناطق القتال”.
وأضاف “الجيش الإسرائيلي طلب ذلك مرارا، وقوبلت طلباته بالرفض، وهو ما يجعل (أفراد اليونيفيل) دروعا بشرية لإرهابيي حزب الله”.
وقال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون يوم الأحد إن عدم إقدام الأمم المتحدة على نقل قوات حفظ السلام من مناطق في جنوب لبنان “غير مفهوم” وسط القتال الدائر هناك بين القوات الإسرائيلية ومقاتلي جماعة حزب الله.
وأضاف في بيان أن تفاصيل الواقعة التي حدثت اليوم وشملت أفرادا من اليونيفيل تخضع للتحقيق حاليا.
وتابع “إرهابيو حزب الله يستخدمون مواقع اليونيفيل مخابئ وكمائن لهم. إصرار الأمم المتحدة على إبقاء جنود اليونيفيل في خط النار غير مفهوم”.
وينفي حزب الله اتهامات إسرائيل بمعاملة جنود حفظ السلام رهائن ويقول إن إسرائيل تريد منهم المغادرة حتى لا يكونوا مراقبين للحملة الإسرائيلية عبر الحدود.
واستهدفت سلسلة من الهجمات مواقع وأفراد قوات حفظ السلام في الأيام الماضية. وحمَّلت اليونيفيل إسرائيل مسؤولية معظم تلك الهجمات، مما أثار استنكار الأمم المتحدة وعدد من الدول الأجنبية. وذكرت اليونيفيل أن خمسة من عناصرها أصيبوا في ثلاث وقائع مختلفة منذ يوم الخميس.
وكانت ميلوني تحدثت هاتفيا إلى نتنياهو يوم الأحد ونددت بالهجمات الإسرائيلية. وميلوني معروفة بأنها واحدة من أكثر المؤيدين لإسرائيل بين زعماء غرب أوروبا. وتنشر إيطاليا ما يزيد على 1000 جندي ضمن قوة اليونيفيل التي يبلغ قوامها 10 آلاف، مما يجعلها واحدة من أكبر المساهمين بالعسكريين. كما نددت فرنسا وإسبانيا بالهجمات الإسرائيلية، ولكل منهما نحو 700 عسكري في القوة.
وقالت الحكومة الإيطالية في بيان “أكدت رئيسة الوزراء ميلوني مجددا عدم قبول تعرض قوات اليونيفيل لهجوم من جانب الجيش الإسرائيلي”.
وأضافت أن ميلوني دعت نتنياهو إلى “التنفيذ الكامل” لقرار الأمم المتحدة رقم 1701 بشأن لبنان، وشددت على ضرورة تهدئة الصراع في المنطقة.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس يوم الأحد إن إسرائيل تعتبر جوتيريش شخصا غير مرغوب فيه لديها بسبب ما وصفه بعدم تنديد جوتيريش بالهجوم الصاروخي الإيراني والسلوك المعادي للسامية ولإسرائيل.