استدعى المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، مساء الجمعة، المجلس الوطني الأعلى لاجتماع طارئ في منزله، إثر تعرض أقرب حلفائه، زعيم حزب الله حسن نصر الله، لهجوم جوي إسرائيلي في لبنان. وفقًا لتصريحات ثلاثة مسؤولين إيرانيين، الاجتماع جاء بعد تقييم استخباراتي إسرائيلي أولي يفيد بمقتل نصر الله، على الرغم من عدم تأكيد الأمر بشكل قاطع حتى اللحظة.
الهجوم الإسرائيلي، الذي دمر عدة مبان سكنية، أثار حالة من التوتر الحاد في إيران، حيث أطلق المسؤولون إشارات مقلقة حول غياب أي بيان من حزب الله بشأن مصير نصر الله، مما دفع الإيرانيين إلى التساؤل عن الوضع الحقيقي لزعيم الحزب.
في ردود رسمية، وصفت وزارة الخارجية الإيرانية الهجوم بأنه “جريمة حرب”، فيما اتهم وزير الخارجية عباس عراقجي إسرائيل بالتواطؤ مع الولايات المتحدة في هذه العملية، مهددًا بعواقب وخيمة. كما دعت إيران إلى اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي لمناقشة تداعيات هذا الهجوم.
وعلى الرغم من تصاعد الأصوات الداعية للانتقام في الشارع الإيراني، لا يزال قادة إيران يواجهون معضلة كبرى: كيفية الرد على إسرائيل دون الانجرار إلى حرب شاملة. ويرى المحللون أن إيران تسعى للحفاظ على سياسة ضبط النفس مع إسرائيل، مع التركيز على تعزيز الردع دون اللجوء إلى مواجهة مفتوحة.
وفي منتصف الليل، احتشد أنصار الحكومة في ساحة فلسطين بطهران، حاملين أعلام حزب الله والفلسطينيين، مرددين شعارات تطالب بالانتقام، بينما ظهر مسؤولون إيرانيون على التلفزيون الرسمي، لطمأنة الشعب بأن حزب الله سيبقى قويًا، حتى لو فقد قياداته العليا.