أعلنت شركة إنستغرام يوم الثلاثاء عن مجموعة من الإصلاحات الكبيرة لتعزيز خصوصية المستخدمين الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً، وذلك في إطار سعيها لمواجهة الضغوط المتزايدة بشأن سلامة الأطفال عبر الإنترنت.
الإصلاحات الرئيسية تشمل:
1. حسابات خاصة افتراضياً: سيتم تحويل جميع حسابات المستخدمين الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً إلى وضع خاص افتراضياً في الأسابيع المقبلة. هذا يعني أن منشوراتهم ستكون مرئية فقط للمتابعين المعتمدين من قبلهم.
2. تقييد الإشعارات: سيتوقف إرسال الإشعارات للقاصرين من الساعة 10 مساءً حتى 7 صباحاً، وذلك لتعزيز جودة النوم.
3. أدوات إشراف للبالغين: ستقدم إنستغرام ميزات جديدة تتيح للآباء رؤية الحسابات التي تواصل معها أطفالهم، لمزيد من التحكم والإشراف.
قال آدم موسيري، رئيس إنستغرام، إن هذه التغييرات تهدف إلى التعامل مع مخاوف الآباء بشأن سلامة أطفالهم على الإنترنت، مثل التعرض لمحتوى غير مناسب أو قضاء وقت طويل على الشاشة.
وأشار موسيري إلى أن هذا الإصلاح يعكس “التركيز على ما يعتقده الآباء، الذين يعرفون ما هو مناسب لأطفالهم”. وأضاف أن هذه الجهود تهدف إلى ضمان تجربة أكثر أماناً للمراهقين على التطبيق.
تأتي هذه الإجراءات في ظل التدقيق المتزايد بشأن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الشباب. في السنوات الأخيرة، حذرت مجموعات الأطفال والآباء من أن تطبيقات مثل إنستغرام وTikTok وSnapchat تعرض الأطفال للتنمر والمحتوى الضار.
التدابير التشريعية والأمنية:
في حزيران، دعا كبير الجراحين الأميركيين إلى وضع تحذيرات على وسائل التواصل الاجتماعي مشابهة لتلك الموجودة على السجائر. كما أقر مجلس الشيوخ الأمريكي قانون سلامة الأطفال على الإنترنت في تموز، الذي يفرض متطلبات أمان وخصوصية على وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال والمراهقين.
الانتقادات والملاحظات:
واجهت شركة ميتا، المالكة لإنستغرام، انتقادات حادة بشأن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الشباب. وقد اتهمت الشركة بتعمد إغراء الأطفال وتقديم محتوى ضار. وفي جلسة استماع بالكونغرس في كانون الثاني، طلب المشرعون من مارك زوكربيرج الاعتذار لعائلات ضحايا الانتحار المرتبطة بإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
ورغم أن التغييرات الجديدة قد تلقى دعماً من الآباء، فإن بعض المراهقين قد يواجهون صعوبة في التكيف معها، خاصةً أولئك الذين يسعون لزيادة عدد المتابعين عبر حساباتهم العامة.
تقييم الخبراء:
أشاد البعض بالإصلاحات التي أعلنتها إنستغرام، مشيرين إلى أنها تمثل خطوة هامة نحو حماية خصوصية القاصرين. لكن هناك تساؤلات حول فعالية هذه التغييرات، خاصةً في ظل مشكلة الشباب الذين يكذبون بشأن أعمارهم عند التسجيل في التطبيقات.
وقالت الدكتورة ميجان مورينو، أستاذة طب الأطفال، إن هذه الإعدادات الجديدة تضع معياراً أعلى للخصوصية ولكن يجب مراقبة ردود فعل المراهقين بعناية، حيث قد يشعر البعض بالراحة من التغييرات بينما قد يرى آخرون أنها عبء إضافي.
التطبيقات الأخرى:
سبق أن قامت تطبيقات أخرى مثل TikTok بإجراء تغييرات مماثلة، حيث جعلت الحسابات الخاصة افتراضياً للمستخدمين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عاماً.
ستبدأ إنستغرام في تنفيذ هذه التغييرات قريباً، وستشمل في البداية الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وبريطانيا.