في مصنع ضخم شرق شنغهاي، حيث تحولت المستنقعات إلى مناطق صناعية، تعمل شركة تصنيع أشباه الموصلات الدولية (SMIC) على اختبار حدود السلطة الأمريكية. تُنتج SMIC رقائق متقدمة تُستخدم في الذكاء الاصطناعي وشبكات الجيل الخامس، وهو إنجاز يتفوق فيه قليل من الشركات عالمياً. لكن القيود الأمريكية على تكنولوجيا الرقائق تُشكل عائقاً رئيسياً أمام تقدم الشركة.
الطموحات والقيود
تواجه SMIC تحدياً كبيراً في تحقيق تفوق تكنولوجي على مستوى العالم بسبب القيود الأمريكية. تقوم الشركة بصناعة رقائق متقدمة لشركات مثل هواوي، التي تسعى لإطلاق شريحة ذكاء اصطناعي جديدة. ورغم أن SMIC لا تزال متأخرة مقارنةً بشركات مثل TSMC وIntel، إلا أن التقدم الذي أحرزته في إنتاج الرقائق يُظهر عزماً قوياً على التوسع.
الدعم الحكومي والاستثمار
استثمرت الصين أكثر من 150 مليار دولار في صناعة الرقائق، بما في ذلك صندوق استثماري بقيمة 47 مليار دولار. رغم ذلك، تواجه SMIC صعوبات نتيجة القيود المفروضة على المعدات المتقدمة، مما يعوق قدرتها على تحقيق تقدم مماثل للمنافسين الدوليين.
ردود الفعل الأمريكية والدولية
القيود الأمريكية أثرت على SMIC، حيث فرضت إدارة ترامب وإدارة بايدن ضوابط صارمة على بيع المعدات المتقدمة. هذه القيود دفعت الشركة إلى استخدام معدات أقل تقدماً لإنتاج رقائق جديدة، وهو ما اعتبرته الولايات المتحدة محاولة لتجاوز القيود.
مستقبل الصناعة والتحديات
تشير التوقعات إلى أن SMIC قد تتخلف عن منافسيها العالميين بما يتراوح بين ثلاث إلى خمس سنوات. ومع ذلك، يتوقع البعض أن الشركة ستتمكن من زيادة إنتاجها للرقائق الذكاء الاصطناعي في المستقبل القريب، مما يشير إلى تحسن تدريجي.
في المجمل، تعكس جهود SMIC في تطوير تكنولوجيا الرقائق وتجاوز القيود الأمريكية صراعاً جيوسياسياً معقداً، حيث تلعب التكنولوجيا دوراً حاسماً في المنافسة العالمية.