في خطوة جريئة، قام النحات السوري خالد ضاوا يوم الجمعة 30 آب، بتدمير تمثال ضخم خارج مقر الأمم المتحدة في جنيف، احتجاجاً على الإخفاء القسري لعشرات الآلاف في سوريا. التوقيت جاء متزامناً مع اليوم العالمي للمختفين، كرسالة احتجاج على صمت المجتمع الدولي تجاه الوضع المأساوي في سوريا.
التمثال، الذي حمل اسم “ملك الحفر”، جسد شخصية استبدادية ترمز إلى القمع. ضاوا، المقيم حالياً في المنفى بفرنسا، صرح قائلاً: «نحن هنا لنقول “كفى”. لدينا الحق في معرفة الحقيقة»، في إشارة إلى الحاجة الماسة للشفافية والمساءلة بشأن الأزمة المستمرة في سوريا.
هذا العمل تم تنظيمه بمبادرة من مجموعة حقوق الإنسان “حملة سوريا”، وكان تعبيراً واضحاً عن الغضب تجاه المجتمع الدولي والأمم المتحدة بسبب ما يعتبره السوريون تقاعساً في مواجهة معاناتهم. التمثال، الذي أنشأه ضاوا في باريس عام 2021، تم تصميمه لتفكيكه بشكل درامي، لإبراز هشاشة ودمار الشعب السوري.
الناشطة في حقوق الإنسان، وفا مصطفى، التي اختفى والدها منذ عام 2013، أكدت أن تدمير التمثال يحمل دلالات أوسع، قائلة: «هذا التمثال لا يمثل فقط نظام الأسد، بل يعبر أيضاً عن المجتمع الدولي والأمم المتحدة اللذين خذلونا»، معبرةً عن الإحباط الذي يشعر به الكثير من السوريين تجاه القوى العالمية التي أهملت محنتهم.
الصراع السوري، الذي بدأ في عام 2011، أسفر عن مقتل أكثر من 500 ألف شخص وتشريد الملايين. يعد تدمير تمثال ضاوا في جنيف تذكيراً مؤلماً بالمأساة المستمرة وحاجة العالم لاتخاذ إجراءات عاجلة. هذا الاحتجاج أبرز معاناة المتأثرين بالإخفاء القسري والفشل المستمر للمؤسسات الدولية في التعامل مع الأزمة السورية.