اقتحم الجيش الإسرائيلي، الخميس، مسجداً في طولكرم بالضفة الغربية المحتلة، مدعياً أنه كان يُستخدم لتخزين الأسلحة. أسفر الهجوم عن مقتل خمسة فلسطينيين، بينهم محمد جابر، قائد مسلح في حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية.
الهجوم هو ثاني يوم من التوغل الإسرائيلي في شمال الضفة الغربية، حيث تركزت العمليات في مدينتي طولكرم وجنين. هذه العمليات تعتبر الأكبر في الضفة الغربية منذ أكثر من عام، واشتملت على تحريك أرتال من المركبات المدرعة والطائرات بدون طيار ومئات الجنود.
محمد جابر، الذي قُتل في المعركة، كان يقود الفرع المحلي لحركة الجهاد الإسلامي، والتي تتلقى دعماً من إيران. وتعتبر هذه الغارة تصعيداً على جبهة ثالثة لإسرائيل، بجانب الصراع مع حماس في غزة والاشتباكات مع حزب الله في لبنان.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” بأن 17 فلسطينياً قُتلوا في مداهمات إسرائيلية قبل فجر الأربعاء. وقد وصف سكان طولكرم ظروفاً صعبة، حيث انقطعت خدمات الإنترنت والهاتف، ووجدوا أنفسهم محاصرين بين قناصة إسرائيليين ومرافق متضررة.
الجرافات الإسرائيلية قامت بتجريف الطرق للعثور على العبوات الناسفة، بينما دخلت القوات منازل المواطنين في عمليات بحث عن أسلحة ومسلحين. ويقول الجيش الإسرائيلي إن هذه العمليات تستهدف معاقل المسلحين الفلسطينيين.
أشار مسؤول أميركي إلى أن العملية العسكرية قد تستمر حتى يوم الجمعة على الأقل، ولكن لم يتضح ما إذا كانت الولايات المتحدة قد تلقت إخطاراً مسبقاً.
المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، المقدم نداف شوشاني، ذكر أن جابر وأربعة مسلحين آخرين كانوا يتبادلون إطلاق النار مع القوات الإسرائيلية من داخل مسجد قبل أن يُقتلوا. من جهة أخرى، أكدت حركة الجهاد الإسلامي مقتل جابر بعد “مواجهة بطولية” مع القوات الإسرائيلية.
في طولكرم، قال فيصل سلامة، رئيس لجنة الخدمات، إن جابر والآخرين قُتلوا خلال غارة عند الساعة الخامسة صباحاً أثناء اختبائهم في منزل بجوار المسجد. وأضاف أن القوات الإسرائيلية أخذت جثة جابر واعتقلت شخصاً آخر أصيب بكسر في ساقه.
تأثرت المناطق المحيطة بطولكرم بجملة من الهجمات الإسرائيلية، حيث وصف السكان الهجوم بأنه “الأكثر عدوانية” في السنوات الأخيرة. وقال غيث شاويش، أحد سكان نور شمس، إن الوضع صعب للغاية، وعبّر عن غضبه وحزنه لمقتل جابر.
في جنين، أفادت منظمة الهلال الأحمر الفلسطيني بفقدان الاتصال بخدمات الطوارئ الطبية بسبب انقطاع الاتصالات، بينما وصف عضو مجلس مدينة جنين الوضع بأنه “خطير للغاية”.