تحدث السفير الأمريكي السابق في سوريا، روبرت فورد، خلال لقائه مع مجلة “المجلة” يوم الاثنين 26 آب، عن عدة جوانب متعلقة بمستقبل سوريا.
قال فورد إن الحل في سوريا “غير واضح”، متوقعاً أن يتم سحب القوات الأمريكية من الأراضي السورية الشرقية في المستقبل، ولكن ليس في عهد الرئيس جو بايدن. وأشار إلى أن الاحتمال الأكبر هو أن تقوم إدارة ترامب الجديدة بسحب القوات.
وبخصوص الوضع الحالي، أفاد فورد أن حوالي 900 جندي أمريكي موجودون في سوريا، يهدفون إلى محاربة تنظيم “الدولة” بالتعاون مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد). رغم هزيمة التنظيم في آخر معاقله بمنطقة الباغوز في آذار 2019، إلا أن “الخلايا النائمة” للتنظيم لا تزال تنفذ هجمات متكررة ضد عناصر “قسد” والنظام السوري.
روسيا هي اللاعب الأساسي
أوضح فورد أن الولايات المتحدة لن تلعب دوراً كبيراً في مستقبل سوريا، مشيراً إلى أن روسيا هي “الدولة الحيوية للعملية السياسية السورية”. وذكر أن الدور الأمريكي في السياسة السورية كان محدوداً منذ عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما في عام 2014، بينما بدأ الدور الروسي بشكل فعلي في أيلول 2015 بدعم النظام السوري.
وتدخلت روسيا لدعم النظام السوري باستخدام قواتها الجوية والبحرية، مما أسفر عن آلاف الضحايا المدنيين وإحراز تقدم عسكري لصالح النظام. في المقابل، حصلت روسيا على امتيازات عسكرية واقتصادية مثل إنشاء قاعدة بحرية في طرطوس وأخرى جوية في “حميميم” بريف اللاذقية.
أخطاء أمريكية وتقييمات
أشار فورد إلى أن إدارة أوباما قررت التركيز على مكافحة تنظيم “الدولة” بدلاً من البحث عن حل سياسي في سوريا، وأضاف أن السوريين هم من يتحملون مسؤولية إيجاد الحل. وأكد أن الولايات المتحدة ارتكبت أخطاء عديدة في سوريا، بما في ذلك تقديم أسلحة لمجموعات مسلحة متنافسة.
وذكر فورد أنه عارض في عام 2011 فكرة إعلان الرئيس الأمريكي بضرورة تنحي بشار الأسد، لأنها لم تكن متوافقة مع سياسة عدم التدخل العسكري الأمريكي. وأكد أن المعارضة السورية فهمت بشكل خاطئ أن الولايات المتحدة ستتدخل لمساعدتها.
موقف واشنطن من العودة إلى جامعة الدول العربية
فيما يتعلق بعودة النظام السوري إلى جامعة الدول العربية، قال فورد إن الموقف الأمريكي لم يتغير، حيث تواصل واشنطن سياسة عزل سوريا عن العالم الخارجي من خلال العقوبات. وتوقع فورد تجديد قانون العقوبات الأمريكي “قيصر”، نظراً لإجماع الجمهوريين والديمقراطيين على أن بشار الأسد مجرم حرب.
وفي أيار 2023، أعادت عدة دول عربية النظام السوري إلى جامعة الدول العربية، ولكن الولايات المتحدة علقت بقولها إن الظروف في سوريا “ليست مناسبة لعودة منظمة على نطاق واسع” وفقاً لتقارير الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية.