بعد أسابيع من الترقب والحذر، تم تجنب حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله، على الأقل في الوقت الحالي، حيث عاد الجانبان يوم الاثنين إلى مواجهات أكثر احتواءً على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية. ومع ذلك، فإن القلق لم ينته بعد، حيث تظل الصراعات الطاحنة بين إسرائيل وحزب الله في لبنان وحماس في غزة بلا نهاية واضحة.
مسارات الحربين وتحديات المفاوضات
تستمر الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة في التأثير على مسارات النزاع الإقليمي، حيث يسعى كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزعيم حماس يحيى السنوار لتحقيق أهداف متناقضة. يسعى نتنياهو إلى وقف مؤقت للأعمال العدائية يسمح لإسرائيل بمواصلة محاربة حماس بعد بضعة أسابيع، بينما يفضل السنوار وقف إطلاق نار دائم يمنح حماس فرصة لإعادة بناء ترسانتها.
في غياب اتفاق في غزة، يتعهد حزب الله بمواصلة ضرباته على طول الحدود مع إسرائيل، مما يهدد بتحويل القتال المحدود إلى صراع أكبر يشمل إيران، التي تدعم كل من حماس وحزب الله.
الوضع الحالي والآفاق المستقبلية
تراجع القتال بين إسرائيل وحزب الله بعد تبادل بعض أكبر الهجمات منذ بداية الصراع عبر الحدود، وتحدث وزير الدفاع الإسرائيلي عن “أهمية تجنب التصعيد الإقليمي”، بينما قال زعيم حزب الله حسن نصر الله إن “الناس يمكنهم التنفس الصعداء”. ومع ذلك، فإن الديناميكيات الأساسية التي تحكم الصراع، بالإضافة إلى الحرب في غزة، لا تزال عالقة. ملايين الفلسطينيين في غزة بلا مأوى، والدمار واسع النطاق مستمر، والقتلى بالعشرات.
المفاوضات والضغوط السياسية
في القاهرة، اختتمت أربعة أيام من الاجتماعات بين كبار المسؤولين الإسرائيليين والوسطاء الأميركيين والمصريين والقطريين دون تحقيق تقدم يذكر، حيث تستمر المفاوضات على مستوى أقل. حزب الله يواصل معركته حتى توافق إسرائيل على وقف إطلاق النار مع حماس، في حين أن نتنياهو يعارض البنود التي قد تجعل من الصعب استئناف القتال بعد التهدئة، خوفاً من بقاء حماس سليمة.
التصعيد المحتمل ودور القوى الإقليمية
هناك مخاوف من أن التصعيد قد يستمر، خاصة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق شامل. على الرغم من جهود الولايات المتحدة والجهود المتجددة لإدارة بايدن، فإن محادثات وقف إطلاق النار في غزة وصلت إلى طريق مسدود. حماس ترفض أي وقف مؤقت لا يضمن الانسحاب الكامل لإسرائيل من غزة، وهو ما يرفضه نتنياهو أيضاً.
الآمال والتحديات
في الوقت الحالي، يأمل بعض المسؤولين والمحللين في أن يؤدي تجنب الحرب الإقليمية إلى إقناع السنوار بتخفيف موقفه، مما قد يفتح الطريق للتوصل إلى اتفاق. لكن آخرين يرون أن الوضع قد يظل متأزماً، مع احتمال استمرار الحرب بسبب المصالح المتضاربة لكلا الطرفين.