أصدرت النيابة العامة البولندية يوم الأربعاء مذكرة اعتقال أوروبية بحق رجل أوكراني يشتبه في تورطه في تفجير خط أنابيب نورد ستريم قبل نحو عامين.
التخريب الذي تعرضت له خطوط أنابيب نورد ستريم، التي تنقل الغاز الروسي إلى أوروبا في كانون الأول 2022، أصبح أحد الألغاز المركزية في الحرب في أوكرانيا، مما أثار تكهنات واسعة النطاق.
أفادت النيابة العامة البولندية بأنها تلقت مذكرة اعتقال أصدرتها ألمانيا في حزيران الماضي بحق مشتبه به كان يقيم في بولندا في ذلك الوقت. وأشارت إلى أن المشتبه به، الذي تم تحديده باسم فولوديمير ز. وفقاً لقوانين الخصوصية الألمانية، غادر البلاد قبل أن تتمكن السلطات البولندية من اعتقاله.
ورفض مكتب المدعي العام الاتحادي الألماني التعليق على مذكرة التوقيف، التي أوردتها ثلاث وسائل إعلام ألمانية لأول مرة.
تعد مذكرة التوقيف هذه أول تطور كبير نحو تحديد المسؤول عن العمل التخريبي الذي زاد من انعدام الثقة السياسية بين الحلفاء الغربيين ورفع المخاطر الجيوسياسية في منطقة البلطيق.
تم اكتشاف التخريب لأول مرة في 26 أيلول 2022 عندما ظهرت دوامة ضخمة من الفقاعات على سطح بحر البلطيق في المياه الدولية بين الدنمارك والسويد.
كانت هناك تكهنات أولية بأن روسيا قد تكون وراء الانفجارات، لكن ذلك لم يكن منطقياً لبعض المراقبين نظراً لاستثمار روسيا الكبير في خطي الأنابيب نورد ستريم 1 ونورد ستريم 2.
ظهرت لاحقاً تقارير تشير إلى أن مجموعة مؤيدة لأوكرانيا ربما كانت وراء التخريب، مما أثار مخاوف في برلين وواشنطن من أن دعم أوكرانيا قد يصبح أكثر تعقيداً. وأكد مسؤولون أمريكيون في ذلك الوقت أنهم لا يملكون أي دليل على أن الهجوم تم بتوجيه من الحكومة الأوكرانية، كما نفت كييف مسؤوليتها.
ورغم إغلاق السويد والدنمارك تحقيقاتهما في الانفجارات، استمرت السلطات الألمانية في تحقيقاتها التي أدت إلى تعطيل ثلاثة من الخطوط الأربعة التي تشكل خطي نورد ستريم 1 و2. وأشار خبراء إلى أن غواصين قد يكونون مسؤولين عن زرع المتفجرات في الأنابيب تحت سطح البحر، وأن فولوديمير ز. كان غواصاً محترفاً.
وتعقبت السلطات الألمانية المشتبه به بعد أن سجلت كاميرا السرعة شاحنة صغيرة تحمل لوحات ترخيص أوكرانية على جزيرة روجن في شمال شرق ألمانيا في 8 أيلول 2022. وذكرت وسائل إعلام ألمانية أن المشتبه به كان يعيش في إحدى ضواحي وارسو ويعمل مدرباً في مدرسة للغوص في كييف، وأنه غادر بولندا قبل القبض عليه.