أفادت مصادر أمريكية رفيعة بأن إسرائيل قد استنفدت كل ما في وسعها من الخيارات العسكرية في غزة، محذرة من أن استمرار القصف يزيد من المخاطر على المدنيين بينما تضاءلت إمكانية إضعاف حركة حماس بشكل أكبر. مع تسارع إدارة بايدن لإعادة مفاوضات وقف إطلاق النار إلى مسارها الصحيح، أشار عدد متزايد من مسؤولي الأمن القومي إلى أن الجيش الإسرائيلي قد ألحق أضراراً كبيرة بحماس، لكنه لن يتمكن أبداً من القضاء على المجموعة تماماً.
ووفقاً للمسؤولين، فإن العملية العسكرية الإسرائيلية قد ألحقت أضراراً أكبر بكثير بحماس مما كان متوقعاً عندما بدأت الحرب في تشرين الأول. وأوضحوا أن القوات الإسرائيلية باتت تتحرك بحرية في أنحاء غزة، وأن حماس تكبدت خسائر فادحة. وأشاروا إلى أن إسرائيل دمرت أو استولت على طرق إمداد حيوية من مصر إلى غزة، وأعلنت عن مقتل أو أسر نحو 14 ألف مقاتل في غزة.
وأكد الجيش الإسرائيلي أنه قضى على نصف قيادة كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، بما في ذلك القياديان البارزان محمد ضيف ومروان عيسى. لكن رغم ذلك، يشير المسؤولون إلى أن أحد أكبر أهداف إسرائيل المتبقية، وهو إعادة نحو 115 رهينة محتجزين في غزة بعد أسرهم في هجمات حماس، لا يمكن تحقيقه عسكرياً.
الجنرال جوزيف فوتيل، الرئيس السابق للقيادة المركزية الأمريكية، أكد أن إسرائيل تمكنت من تعطيل حماس وقتل عدد من قادتها، مما قلل بشكل كبير من تهديد الحركة. ولكنه أشار إلى أن إطلاق سراح الرهائن لا يمكن تأمينه إلا من خلال المفاوضات.
وفي سياق متصل، يقوم عدد من المسؤولين في الإدارة الأمريكية بجولات دبلوماسية في المنطقة في محاولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتجنب رد فعل انتقامي من إيران وحلفائها، رداً على الاغتيالات الإسرائيلية الأخيرة لقادة مدعومين من إيران. من المتوقع أن يلتقي ويليام بيرنز، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، بمسؤولين في قطر، فيما يقوم بريت ماكجورك، منسق شؤون الشرق الأوسط في إدارة بايدن، بزيارة مصر وقطر، بينما وصل آموس هوكشتاين، المستشار الكبير في البيت الأبيض، إلى لبنان. ويشير التقييم الأمريكي إلى أن إسرائيل قد حققت معظم أهدافها ضد حماس، لكن الوصول إلى مزيد من التقدم يتطلب الجهود الدبلوماسية.