أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يوم الثلاثاء اختيار يحيى السنوار، الذي يُعتبر أحد أبرز مهندسي الهجمات ضد إسرائيل، لقيادة جناحها السياسي.
يأتي هذا القرار في خضم تصاعد التوترات بين إسرائيل وحماس، وبعد مقتل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي السابق للحركة، في هجوم وقع الأسبوع الماضي في طهران.
يُعد يحيى السنوار، البالغ من العمر 61 عاماً، شخصية بارزة ومؤثرة داخل حماس، حيث يتولى زعامة الحركة في قطاع غزة منذ عام 2017. يُعرف السنوار بتشدده وبتخطيطه لاستراتيجية حماس العسكرية، وهو الآن يضيف إلى ذلك مسؤوليات القيادة السياسية للحركة، ليصبح الزعيم الأبرز في وقت تواجه فيه الحركة تحديات كبيرة على جبهات عدة.
السنوار، الذي يُعتقد أنه يختبئ في الأنفاق تحت غزة لتجنب القصف الإسرائيلي، كان دائماً هدفاً للقوات الإسرائيلية. ومع توليه منصب القيادة السياسية، يتزايد الاهتمام الدولي بقدرة حماس على مواصلة محادثات وقف إطلاق النار مع إسرائيل وسط تهديدات متصاعدة بالانتقام من الهجمات الإسرائيلية.
اغتيال إسماعيل هنية، الذي كان يعيش في قطر وكان يدير المحادثات غير المباشرة مع إسرائيل، أثار تهديدات من إيران ووكلائها، بما في ذلك حزب الله، بالرد على إسرائيل. وقد ألقت إيران وحماس باللوم على إسرائيل في زرع القنبلة التي قتلت هنية في طهران، إلا أن إسرائيل لم تعلق علناً على العملية.
يُعتبر اختيار السنوار خطوة محورية في تاريخ حماس، حيث أنه يعزز القيادة الداخلية للحركة في غزة ويضعها في مواجهة مباشرة مع التحديات الإقليمية. تزامن هذا التطور مع زيادة حدة التصريحات من قبل إيران وحزب الله، مما يرفع من احتمالية اندلاع مواجهة أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط.
تأتي هذه التغيرات في القيادة داخل حماس في وقت تعمل فيه الدبلوماسية الدولية على تهدئة التوترات المتصاعدة في المنطقة. فقد أرسلت الولايات المتحدة مزيداً من الطائرات المقاتلة والسفن الحربية إلى الشرق الأوسط في إطار استعدادها للتصدي لأي هجمات محتملة من إيران أو حلفائها.
يستعد السنوار الآن لقيادة حماس في مرحلة جديدة مليئة بالتحديات، حيث يجمع بين القيادة العسكرية والسياسية للحركة. ومع تصاعد التوترات الإقليمية، يبقى السؤال مفتوحاً حول ما إذا كانت هذه الخطوة ستساهم في تهدئة الصراع أو تفاقمه.