استعدت منطقة الشرق الأوسط لجولة جديدة من العنف بعد تحذيرات وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، من احتمال قيام إيران بشن هجوم على إسرائيل في غضون 24 إلى 48 ساعة. هذه التحذيرات جاءت خلال مكالمة مع وزراء خارجية مجموعة السبع، وفقاً لمصادر دبلوماسية.
لم يُحدد بلينكن شكل الهجوم المحتمل، لكن التوترات تتزايد في أعقاب اغتيال زعيم حركة حماس إسماعيل هنية في طهران والقيادي البارز في حزب الله فؤاد شكر في بيروت. إيران دعت إلى اجتماع دبلوماسي في طهران، حيث أكد مسؤولون إيرانيون أن الرد سيكون حاسماً.
في واشنطن، اجتمع الرئيس جو بايدن وفريقه للأمن القومي لمناقشة التهديدات المحتملة من إيران. وقامت الولايات المتحدة بنشر قوات إضافية في المنطقة تحسباً لأي تصعيد، بما في ذلك إرسال مقاتلات متطورة وسفن حربية.
تأتي هذه التطورات في وقت حساس للمنطقة، حيث يستعد الجميع لاحتمالية وقوع صراع أوسع، فيما يراقب العالم عن كثب تصاعد الأحداث وتداعياتها المحتملة.
إلى ذلك أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، أمس الاثنين، أن الولايات المتحدة حثت بعض الدول عبر القنوات الدبلوماسية على إبلاغ إيران بأن التصعيد في الشرق الأوسط ليس في مصلحتها. جاء ذلك في وقت وصفه وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، بأنه “لحظة حرجة” للمنطقة، حيث تعكف واشنطن على دبلوماسية مكثفة لتهدئة التوترات المتصاعدة.
ميدانياً قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن ما لا يقل عن أربعة فلسطينيين قتلوا وأصيب سبعة آخرون بنيران القوات الإسرائيلية في بلدة عقابا بمحافظة طوباس بالضفة الغربية المحتلة فجر الثلاثاء، وإن اثنين من المصابين في حالة حرجة.
وأفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) بأن "قوات الاحتلال اقتحمت بلدة عقابا وحاصرت أحد المنازل، ما أدى إلى اندلاع مواجهات مع الشبان، أطلق خلالها جنود الاحتلال الرصاص الحي".
وقال متحدث باسم وزارة الصحة إن القتلى هم شاب يبلغ من العمر 36 عاما، وآخران يبلغان من العمر 19 عاما، وفتى يبلغ من العمر 14 عاما.
وأضافت وكالة (وفا) نقلا عن مصادر محلية أن "وحدات خاصة من جيش الاحتلال اقتحمت البلدة في البداية، وحاصرت أحد المنازل، قبل أن تتبعها آليات الاحتلال العسكرية".
ولم يصدر تعليق بعد من الجيش الإسرائيلي.
في ذات السياق أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن إسرائيل أعادت جثث أكثر من 80 فلسطينياً قُتلوا خلال هجومها العسكري المستمر على قطاع غزة، بينما أودت الضربات الجوية الإسرائيلية بحياة 18 شخصاً على الأقل يوم الاثنين. ووفقاً ليامن أبو سليمان، مدير إدارة الدفاع المدني في خان يونس، فإنه من غير الواضح ما إذا كانت هذه الجثث قد تم انتشالها من مقابر أثناء الهجوم البري أو كانت لمعتقلين تعرضوا للتعذيب والقتل.
في بيان صادر عن المكتب الإعلامي لحركة حماس، وُصفت إعادة الجثث بأنها “جريمة ضد الإنسانية”، حيث أشار البيان إلى أن الجثث كانت عبارة عن هياكل عظمية وجثث متحللة. ولم يصدر الجيش الإسرائيلي تعليقاً فورياً على إعادة الجثث، لكنه كان قد أشار سابقاً إلى أن بعض الجثث التي أعادها تعود لفلسطينيين تم التحقق من أنهم ليسوا رهائن إسرائيليين.
في غضون ذلك، استمر الجيش الإسرائيلي في شن هجماته على قطاع غزة، بما في ذلك غارات جوية على خان يونس أدت إلى مقتل 8 فلسطينيين. وأعلنت إسرائيل مسؤوليتها عن مقتل عبد الفتاح الزريعي، القيادي في حماس، والذي قالت إنه كان يعمل في تصنيع الأسلحة. وأفادت وزارة الصحة في غزة بأن الحملة العسكرية الإسرائيلية تسببت في مقتل ما لا يقل عن 39,550 فلسطينياً، معظمهم من المدنيين وفقاً لمسؤولي الصحة الفلسطينيين.
الجدير بالذكر أن هذه التطورات تأتي في ظل توتر دولي متزايد وانتقادات لعدم وجود اتفاق لوقف إطلاق النار، وسط تساؤلات حول دوافع إسرائيل لإعادة الجثث دون التوصل إلى تسوية شاملة مع حماس.