يسعى كبار جنرالات الجيش الإسرائيلي إلى وقف إطلاق النار في غزة حتى لو أدى ذلك إلى بقاء حماس في السلطة مؤقتًا، ما يعمق الخلاف مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يعارض الهدنة التي قد تُبقي حماس على قيد الحياة. يعتقد الجنرالات أن الهدنة هي أفضل وسيلة لتحرير نحو 120 إسرائيليًا ما زالوا محتجزين في غزة، أحياء وأمواتًا، ولإعطاء الجيش فرصة للتعافي في حالة اندلاع حرب مع حزب الله. بحسب ما نشرته صحيفة النيويورك تايمز
تشير تصريحات المسؤولين العسكريين، الذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هوياتهم للصحيفة، إلى أن الهدنة مع حماس قد تسهل أيضًا التوصل إلى اتفاق مع حزب الله، الذي استمر في ضرب شمال إسرائيل منذ أكتوبر/تشرين الأول.
تعكس هذه المطالب وفقاً لنيويورك تايمز تحولاً في تفكير القيادة العسكرية التي تتكون من حوالي 30 جنرالا، بما في ذلك رئيس الأركان هرتسي هاليفي. ويعزو الجنرالات هذا التحول إلى عدم وجود خطة واضحة لما بعد الحرب من قبل نتنياهو، مما أجبر الجيش على العودة إلى القتال في أجزاء من غزة.
وعبر الجنرال إيال هولاتا، المستشار الأمني السابق، عن دعم الجيش لصفقة الرهائن ووقف إطلاق النار. وأوضح أن الجيش يعاني من نقص في المعدات والذخيرة والطاقة، مما يجعل التوقف في غزة ضرورة لتحضير الجيش لأي صراع مستقبلي مع حزب الله.
في الوقت نفسه، يعبر نتنياهو عن قلقه من أي هدنة قد تؤدي إلى انهيار ائتلافه الحكومي، حيث هدد أعضاء من الائتلاف بالانسحاب إذا انتهت الحرب دون هزيمة حماس. رفض نتنياهو التعليق على هذه المطالب، وأكد في بيان أن الحرب ستستمر حتى تحقيق جميع أهدافها، بما في ذلك القضاء على حماس وإطلاق سراح جميع الرهائن.
يبدو أن الجيش الإسرائيلي يعاني من ضغوط هائلة بسبب طول فترة الحرب، حيث يشير المسؤولون إلى نقص في الذخيرة وقطع الغيار وحتى القوات. ومع استمرار هذه الأوضاع، تظل التساؤلات حول مدى قدرة إسرائيل على الحفاظ على استقرارها الداخلي واستعدادها لأي صراع مستقبلي قائمة.