في واقعة مؤسفة استنكر ناشطون أتراك وسوريون حادثة الاعتداء على طفل سوري لاجئ في تركيا انتشرت صوره و قصته على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي تحت هاشتاج “أحمد نجا من الموت”، تعرف على أبرز المعلومات عن الطفل السوري اللاجئ أحمد زينب ومن هو، بالإضافة إلى قصة تعذيب الطفل السوري أحمد الذي نجا من الموت في تركيا.
بدأت القصة عندما كان الطفل السوري اللاجئ أحمد زينب يلعب كرة القدم في إحدى المدارس بحي “جمهورييت” في ولاية عينتاب التركية، وقد تجادل أحمد مع بعض الأطفال الأتراك، الذين قاموا بإخبار ذويهم بما حدث، وبعد ذلك، تعرض أحمد للضرب المبرح من قبل هؤلاء الأطفال وتم اختطافه ونقله إلى منطقة نائية في ضواحي الولاية.
تعددت وسائل التعذيب التي تعرض لها الطفل السوري أحمد، حيث تم ضربه بأدوات معدنية ونتف شعره ووضعه في فمه، وقد أُخبر الطفل بأنه سيتم غرقه من خلال وضع كيس على وجهه، وفقًا للرواية التي تم تداولها في وسائل الإعلام التركية والدولية، ونقلها حقوقي سوري وأفراد من عائلة الطفل.
ولم يتوقف التعذيب عند ضرب الطفل أحمد بالأدوات المعدنية ونتف شعره وإيهامه بالغرق، بل تم حرق لسانه وأجزاء من جسمه باستخدام السجائر، ثم تركوه على قارعة الطريق ظنًا منهم أنه قد فارق الحياة.
وتم نقل الطفل السوري أحمد إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم، وقد قدمت السلطات التركية الدعم الكامل للطفل وعائلته، تلقى العلاج لمدة 3 أيام ثم تدهورت الحالة الصحية له ليتم نقله إلى العناية المركزة.
وبعد حدوث الواقعة قام والد الطفل أحمد السوري بإبلاغ الشرطة التركية بالحادثة، وبدأوا التحقيق في الأمر على الفور، قدم الطفل أحمد وصفًا مفصلًا للمعتدين ومكان الحادثة، مما ساعد الشرطة في تحديد هوية المشتبه بهم وتمكنت السلطات التركية من القبض على اثنين من المتهتمين وتبين أنهم من أصحاب السوابق حسب ما أعلنت عنه شرطة ولاية عينتاب بتركيا.
تواصلت الجهود لتأمين حقوق الطفل وضمان سلامته ورفاهيته المستقبلية، وتم تقديم الدعم اللازم لعائلته للتأكد من أنهم يحصلون على الرعاية والدعم اللازمين.
تمت متابعة التحقيقات القضائية، ومن المتوقع أن يتم محاكمة المشتبه بهم ومحاسبتهم وفقًا للقوانين التركية، من المهم أن يتم توفير العدالة وضمان عدم تكرار حوادث مشابهة في المستقبل.
"حرقوا لسانه وكسروا أسنانه"
وقال والد الطفل أحمد في حديث عبر وسائل إعلام سورية أن الطفل تعرض لتعذيب ممنهج من العائلة التركية: "تعرض طفلي للتشويه، إنه لا يرى، ولا يتكلم".
وأضاف: "حرقوا فمه ولسانه بواسطة أكياس البلاستيك، كسروا أسنانه، نزعوا شعره من الخلف وخلطوه مع أكياس البلاستيك وأحرقوا به شفتيه، وأحرقوا جسده بأعقاب السجائر، ووضعوا مفتاحا في فتحة شرجه لم نستطع إزالته إلى عبر التدخل الجراحي" وأكد الأب بأن طفله لا يستطيع الكلام ولا النظر إلى أحد، ويعاني من كدمات في صدره وأطرافه وحروق في مختلف أطراف جسده.
وروى والد الطفل تفاصيل الجريمة: "ذهبت صباح يوم الجريمة إلى المستشفى من أجل علاج والدتي التي تعاني من الشلل النصفي، وكان طفلي أحمد عند جده في المنزل، إلا أنني تلقيت منه هاتفاً عند الساعة الثانية عصراً يخبرني فيه بأن أحمد قد اختطف".
وأشار الأب إلى أنهم توجهوا مباشرة إلى المدرسة للسؤال عنه، إلا أن المدرسة لم تعطهم أي معلومة: "عممنا اسمه وصورته على مستشفيات المدينة، إلا أنه لا أثر له، ما دفعنا للجوء إلى السلطات الأمنية لتقديم شكوى".
الأب: "عند الساعة السابعة والنصف مساءً، تلقت والدتي هاتفاً من جهة لا نعرفها، يخبرها بوجود الطفل أحمد في المستشفى، ولم نعلم من الجهة التي أسعفته إلى المستشفى".
وأفاد والد الطفل في حديث إلى وسائل الإعلام بأن الجناة ظنوا بأن "أحمد" قد فارق الحياة، لذا رموه على قارعة الطريق في منطقة بعيدة عن مركز المدينة، قبل أن يُنقل إلى المستشفى لتلقي العلاج فيها.
وأدانت شخصيات سورية وتركية، حادثة الاعتداء على الطفل السوري أحمد زينب، في ولاية غازي عنتاب جنوبي تركيا، على يد مجموعة من المواطنين الأتراك.
كما استنكر رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض هادي البحرة، الحادثة بأشد العبارات، ووصفها بـ “الجريمة الشنعاء”.
وخلال تغريدة عبر موقع “أكس”، أكد البحرة أن الائتلاف يقوم بمتابعة مجريات حادثة الاعتداء على الطفل السوري زينب من مصادر موثوقة، لافتاً إلى تكليف مدير مكتب الائتلاف في غازي عنتاب بمتابعة القضية.
من جهته طالب الصحافي التركي" يشار يافوز " بمعاقبة المعتدين على الطفل السوري أحمد، و”الذين قاموا بنشر العنصرية من خلال الجريمة”.
كذلك، حذر يافوز في تغريدة عبر “إكس” من أن الفاشية والعنصرية، باتت من مشاكل الأمن القومي في تركيا.
بدوره، قال الدكتور مصطفى الحسين إنه ضمن وفد مؤلف من الجالية السورية في عنتاب وإدارة هجرة غازي عنتاب ومركز المهاجرين للخدمات وقائم مقام شاهين قمنا بزيارة الطفل المتواجد في مشفى المدينة حيث كنت مع والده وجده وأقاربه.
وأكد الدكتور المشرف أن وضع أحمد ما زال حرجاً نتيجة الكدمات وتشكل بعض الأورام في الدماغ.
كذلك تعهد السيد قائم مقام شاهين بي أن الجناة تم اعتقالهم وأنهم سوف يتابعون القضية وأكدوا أنهم سوف يساعدون أهل الطفل مادياً ومعنوياً بالنسبة للسكن وإيجاد بيت آخر في حي جديد.
وأشار معاون مدير الهجرة إلى أنهم أيضاً جاهزون لمساندة أهل الطفل بالنسبة للسكن وتثبيت العنوان والرعاية الصحية وكل ما يلزم، معتبراً أن الحادثة فردية متمنين الشفاء العاجل للطفل البريء أحمد.
كما أعلنت ولاية غازي عنتاب الجمعة 12 كانون الثاني، عن إلقاء الشرطة التركية القبض على شبان أتراك بتهمة تعذيبهم لطفل سوري (14 عاماً) في التاسع من الشهر الحالي.