قُتل أكثر 110 أشخاص، الخميس، في هجوم بطائرات بدون طيار استهدف الكلية العسكرية في وسط سوريا أثناء حفل تخريج ضباط، وفق حصيلة جديدة نشرها المرصد السوري لحقوق الإنسان. من جهته، أورد وزير الصحة، حسن الغباش، في تصريح للتلفزيون التابع للنظام السوري ليل الخميس "حصيلة أولية غير نهائية"، أحصى فيها مقتل 80 شخصا "منهم ست نساء وستة أطفال"، مشيرا إلى "نحو 240 جريحا".
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم. وتستخدم الفصائل المتطرفة التي تسيطر على جزء من الأراضي السورية أحيانا طائرات مسلّحة بدون طيار لاستهداف مواقع عسكرية.
واتهم الجيش السوري في بيان "التنظيمات الإرهابية المسلحة المدعومة من أطراف دولية معروفة" بالوقوف خلف الاستهداف "عبر مسيرات تحمل ذخائر متفجرة وذلك بعد انتهاء الحفل مباشرة، ما أسفر عن ارتقاء عدد من الشهداء من مدنيين وعسكريين ووقوع عشرات الجرحى"، من دون تحديد أي حصيلة.
وأضاف أن "القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة تعتبر هذا العمل الإرهابي الجبان عملاً إجرامياً غير مسبوق، وتؤكد أنها سترد بكل قوة وحزم على تلك التنظيمات الإرهابية أينما وجدت".
وأعلن النظام السوري الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام بدءا من الجمعة.
وأعرب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في إيجاز صحفي عن أن "الأمين العام يشعر بقلق بالغ" إزاء الهجوم على الكلية العسكرية، مبدياً في الوقت ذاته قلقه "من القصف الانتقامي من جانب القوات الموالية للحكومة على مواقع عدة في شمال غرب سوريا".
وأفاد مصدر أمني سوري ومصدر في التحالف الإقليمي الذي يدعم حكومة دمشق ضد جماعات المعارضة، بأن وزير الدفاع السوري حضر حفل التخرج، وكان لافتاً أنه غادر قبل دقائق من وقوع الهجوم.
مصادر عسكرية خاصة قالت لـ «القدس العربي» إنه لا وجود لأي دليل مادي على أرض الحدث يحدد نوع الاستهداف، ولا توجد أدلة أو شظايا أو شهود». لذلك، واستناداً إلى طبيعة المنطقة العسكرية، اعتبر المتحدث أن ما جرى هو «تصفية داخلية بين أذرع النظام» لا سيما وأنه «ليست لأي دولة مصلحة بضرب عرض عسكري، كما أن قوى المعارضة وحتى القاعدة ليست لها قدرة على الوصول إلى تلك المنطقة، فضلاً عن أن التفتيش الذي يحصل للمكان قبل العرض بنحو 24 ساعة لا يمكن لأحد اختراقه». وقال: الأمر خيانة ضمن قوى الأمن المشرفة على أمن الكلية والعرض العسكري بشكل مباشر.
مصادر في حكومة النظام أكدت لوكالة سبوتنيك الروسية أن وزير الدفاع علي عباس غادر الكلية الحربية قبل وقوع الهجوم بـ 21 دقيقة..
وبينما اعتبرته وزارة الدفاع لدى النظام السوري «عملاً إجرامياً غير مسبوق» شكك المرصد السوري برواية النظام وهوية التنظيمات التي استهدفت الكلية الحربية في حمص، وقال إن الميليشيات الإيرانية تمتلك مسيّرات وتنشط في المنطقة أيضاً.
واعتبر رجل الأعمال السوري فراس طلاس، نجل وزير الدفاع الأسبق مصطفى طلاس، في منشور عبر صفحته الشخصية، أن الهجوم عبارة عن رسالة داخلية، وكتب طلاس: قيام طائرة مسيرة مجهولة بقصف منصة التخرج في الكلية الحربية في حمص الآن، هي رسالة داخلية بين النظام وحلفائه (روسيا وإيران)، مؤكداً أن الهجوم وقع "فور مغادرة وزير الدفاع السوري"