تزايدت أعداد الأطفال المصابين بفقر الدم وسوء التغذية خلال الأشهر الأخيرة في سوريا نتيجة تدهور الوضع الاقتصادي والحرمان الذي تعانيه السيدات الحوامل والمرضعات من الغذاء الضروري لتطوير الأطفال. حيث أفاد رئيس قسم الأطفال في مشفى المجتهد، قصي الزير، بأن الوضع الاقتصادي الصعب في البلاد أثر بشكل كبير على جميع الفئات العمرية، وخاصة الأطفال، مما أدى إلى زيادة حالات سوء التغذية وفقر الدم بشكل ملحوظ في جميع المحافظات.
وأشار الزير إلى أن ارتفاع تكلفة المعيشة في ريف دمشق يلعب دورًا كبيرًا في تفاقم مشكلة سوء التغذية لدى الأطفال. بعض الأطفال يعانون من نقص في الحديد والفيتامينات الأساسية مثل فيتامين B12، وهذا يؤثر سلبًا على نموهم وصحتهم بشكل عام.
وتعمل الأطباء على مراقبة حالات سوء التغذية هذه اعتبارًا من سن 6 أشهر، ويقدمون لهؤلاء الأطفال الفيتامينات والرعاية الغذائية السليمة بالإضافة إلى التشجيع على الرضاعة الطبيعية، وفي بعض الحالات تكون الحليب الصناعي أفضل خيارًا نظرًا لاحتوائه على الحديد الذي يعد أكثر هامية لصحة الطفل.
تمتلك وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية برنامجًا للعناية بالأطفال المصابين بسوء التغذية الشديد، يهدف إلى تحسين حالتهم وتوفير المواد الغذائية والعلاج الضروري. يتم تقديم هذه الخدمات في مستشفى المجتهد وتشمل تقديم المواد الغذائية الأساسية والعناية الصحية.
لكن الوضع الاقتصادي السيء وتضخم الأسعار قد دفع العديد من العائلات إلى تكوين دخل إضافي من أجل تأمين الغذاء الأساسي لأطفالهم. الرواتب المتدنية وغلاء المعيشة يجبر الكثيرين على البحث عن وظائف إضافية لتلبية احتياجات أسرهم.
في الختام، يُظهر هذا الواقع الصعب تحديات كبيرة تواجه الأسر السورية في ضمان تغذية أطفالهم بشكل صحي وكافٍ، ويجعل من الصعب على العديد منهم تلبية احتياجاتهم الغذائية الأساسية في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة.