بهدف تعزيز الجهود المبذولة في عمليات بناء السلام، وسعياً من منظمة سِكَك لحماية فئات المجتمع وتمكينهم وبناء قدراتهم للوصول إلى مجتمعات تتبنى مبادئ الديمقراطية وحقوق الانسان.
أقامت منظمة سِكَك ورشة عمل لمدة يومين في اسطنبول، دعت فيها الاعلاميين والحقوقيين و منظمات المجتمع المدني، وجهات مانحة وأفراد معنيين بهذا الشأن كالعاملين بالصحة النفسية وغيرهم .
عن أهداف الورشة حدثنا السيد عبد الله سلطان _ رئيس منظمة سِكَك
إن الهدف الرئيسي لهذه الورشة هو خلق مساحة حوار بين الفاعلين/ات في بناء السلام كمنظمات ومانحين وأفراد، والعمل على حوار مفتوح بين المانحين والمنظمات للتطلع نحو أولويات التدخل في عمليات بناء السلام.
وخلال التخطيط لمنتدى دور الإعلام والمجتمع المدني في بناء السلام، ركزت منظمة سِكَك على تأسيس مساحة حوارية تنسيقية تجمع الفاعلين ببناء السلام.
وإن الاستمراية هو التحدي الأكبر بظل اليأس لدى معظم السوريين من تجارب العمل الجماعي وعدم الجدوى من تأسيس الكثير من الأجسام، لكن بإعتبار المجموعة التنسيقية المزعوم تأسيسها ستكون ملكيتها لكل من ينضم لها، وليس لمنظمة معينة، واضافة كل المشاركين بالعمل واندفاعهم سيكون حافز للاستمرارية، كما ستدير منظمة سكك العمل خلال الفترة الحالية.
وأضاف د. صفوان قسام _ اختصاصي وباحث في علم الاجتماع وعلم النفس الاجتماعي عن دور الإعلام في تعزيز بناء عملية السلام
أنه عند اتفاق كل الأطراف المتصارعة على البدء في عملية بناء السلام على الاعلام أن يكون طرفاً حيادياً إيجابياً في عمليته وعدم التحدث عن أي مواضيع من شأنها إعادة الأزمة الى الواجهة، مع توجيه رسائل التهدئة.
ونحن نتحدث هنا عن الإعلام المستقل والتابع لجهة ما..
في فترة الوصول إلى إتفاق يجب أن لا يجتهد الإعلام في بث خطابات قد تكون مغايرة للاتفاق، مما يساهم في إعادة الصراع، بل يجب أن يدعم الخطاب المرسل له من قبل المتفقين حتى يعزز التزام الفرقاء والشعب بالاتفاق، في مرحلة ما عليه أن يضبط عملية الإعلام البديل "مواقع التواصل الاجتماعي" وضبط التعليقات والخطاب وإلتزام الحياد الإيجابي، وليس التستر على الأخطاء أو التجاوزات، إنما القضايا الحساسة للنزاع..
وختم رأيه بهذا الخصوص..
على الإعلام تعزيز الدور المجتمعي بأن يعرفوا أنهم جزء من خطة في التغير الإجتماعي وهم جهة تنفيذية شريكة في التخطيط وليست مخططة ومنفذة لوحدها، فالتغيير الاجتماعي يحتاج لخبراء في علم الاجتماع وعلم النفس الاجتماعي لتخطيط الرسائل والتدخلات وغيرها من الاستراتيجيات والبرامج وتوجيه الإعلام الى طرق بث الخطاب والرسائل وقياس التقدم المحرز
وعن انطباع المشاركين في هذه الورشة، حدثنا الأستاذ عبد الفتاح شيخ عمر
ناشط مجتمعي _ مدرب و استشاري في مجال بناء السلام
هذه الورشة خطوة بالطريق الصحيح من أجل ايجاد فهم مشترك لكيفية ايجاد سبل لإشراك جميع الجهات في بناء عملية السلام، سواء حقوقية أو إعلامية أو منظمات المجتمع المدني.
أما بالنسبة للتوصيات التي خرجت منها هذا الورشة فهي بحاجة لمتابعة وفترة زمنية جيدة لتحقق الهدف المرجو منها، فلا يمكن الوصول الى مُخرَج حقيقي خلال شهر أو شهرين، الموضوع يحتاج إلى لقاءات مكثفة وإلى نقاشات، لكن إذا ما تم العمل على ذلك، يمكن الوصول إلى آليات عمل و استراتيجيات تساهم في تعزيز جهود بناء عمليات السلام، وتنسيق هذه الجهود بشكل متكامل بين جميع الجهات.
وختاماً لهذه الورشة تم الاتفاق على عقد سلسلة من الاجتماعات لتأسيس المساحة التنسيقية الخاصة في بناء السلام، وتكللت ورشة العمل مجموعة من التوصيات الخاصة بدور الشباب والنساء وذوي /ات الاعاقة ببناء السلام ، والمرور بملف سلب الممتلكات وعلاقته بعملية بناء السلام بالإضافة لتوصيات خاصة بالصحة النفسية وأهمية الدعم النفسي للفاعلين/ات في بناء السلام في الخط الأول وأخيراً تحديد الأدوار المأمولة للإعلام في عمليات بناء السلام.
وحث جميع المشاركين من جهات و أفراد على أن تكون هذه الورشة هي اللبنة الأولى للعمل على أرض الواقع في المضي قدماً لبناء عملية السلام ضمن خطة عمل واضحة، وجهود متضافرة ، وسعي يضمن ديمومة العمل وتحقيق الهدف.