بعد بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا منذ أكثر من مئة يوم تقريبا بدأت مؤشرات انسحاب روسي من الجنوب السوري واضحة على أرض الواقع، الأمر الذي يستدعي حلول قوات أجنبية جديدة بديلا عن الروس، ليصبح الجنوب تربة خصبة لتغلغل إيراني.
مؤشرات الانسحاب الروسي من الجنوب:
من جانبه رجح الملك عبدالله الثاني ملك الأردن تصعيدا عسكريا محتملا على الحدود مع سوريا، معتبرا الوجود الروسي في جنوب سوريا مصدر تهدئة، حسب وصفه.
وتخوف الملك من استبدال القوات الروسية بقوات إيرانية ووكلائها في المنطقة، وذلك خلال لقاء مصور مع أجراها معه معهد هوفر الأمريكي.
من جانبه نوه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مقابلة تلفزيونية لتلفزيون روسيا اليوم أن عديد القوات الروسية تفرضه الحالة العسكرية في مواجهة المجموعات الإرهابية التي كانت تهاجم القواعد الروسية والسورية، الأمر الذي لم يعد موجودا في إشارة واضحة لعمليات الانسحاب من سوريا.
أهمية الجنوب السوري لإيران:
قال الصحفي مصطفى النعيمي لموقع السوري اليوم : تهدف إيران من تمركزها في المنطقة الجنوبية من سوريا تحقيق بعدين: البعد الأول عسكريا ويتمثل بإنشاء أحزمة أمنية حول المدن والبلدات التي تتمركز فيها، وذلك من أجل تأمين تنقل ميليشياتها، ولتأمين هذا الحزام يتطلب العمل على نشر مشروع إيران الديني، وذلك من خلال حملات التغيير المذهبي، وأما البعد الثاني فيتمثل بإنشاء مصدات عسكرية متقدمة ذات طابعين الأول منها عسكريا وذلك من أجل تحريك تلك الأذرع في حال ضيق على إيران في المسارات التفاوضية بمسارته الثلاث "النووي – الباليستية – المسيرات" وبنفس الوقت وجود تلك المصدات المتقدمة في الجنوب السوري تشغل فيها خصومها من خلال التمويه
وضح النعيمي وهو صحفي سوري مهتم بالشأن الإيراني أن نشاط إيران والأذرع الولائية متعددة الجنسيات العاملة في كنفها في مجال تصنيع وترويج وتصدير المخدرات بات يهدد الجنوب السوري بالدرجة الأولى إضافة إلى تهديده المستمر لدول الجوار لا سيما الأردن وأعتقد أن قواعد الإشتباك مع المهربين قد تغيرت في الآونة الأخيرة، وذلك بعد رصد الأردن ولأكثر من مرة لتجار المخدرات وتحميل المسؤولية المباشرة للميليشيا الإيرانية والمرتبطة بها بتقديم الدعم اللوجستي لمهربي المخدرات، بتامين طرق التهريب وتأمين الحماية الكاملة والمشاركة المباشرة للعديد من قيادي الميلشيات في عمليات التهريب والتداعيات الأمنية والصحية على المجتمع الأردني والمخاطر الكبيرة التي قد تلحق بهم في حال استمرار عمليات التهريب
وأضاف، إن الميليشيات الإيرانية تستخد طرق جديدة لنقل وتهريب المخدرات وذلك من خلال المسيرات خشية الاستهداف المباشر من قبل حرس الحدود الأردني، التي منعت دخول الكثير من الشحنات وحدت من قدرة العاملين في عمليات التهريب وذلك من خلال ضبط الحدود بشكل دقيق.
وأكد العقيد مصطفى الحياري مدير المكتب الاعلامي للقوات المسلحة الأردنية على تفاقم الوضع على الحدود الشمالية والشرقية وتزايد عمليات تهريب المخدرات ومحاولات التهريب حيث ألقي القبض على 20مليون حبة كبتاجون خلال هذا العام في حين كان العدد 14 مليون حبة كبتاجون خلال كامل عام 2021 في مؤشر واضح على تزايد عمليات التهريب
وأشار الحياري أن المملكة غيرت قواعد الاشتباك المعمول بها على الحدود الشمالية مع سوريا بسبب مقتل ضابط وعناصر من القوات المسلحة في اشتباكات مسلحة مع المهربين مؤكدا مقتل العديد من المهربين خلال هذه الاشتباكات
وعلم السوري اليوم من مصدر إعلامي في درعا فضل عدم ذكر اسمه أن درعا تحوي عدة معامل بدائية لتصنيع المخدرات بأنواعها الكبتاجون والكريستال والحشيشة حيث يتم استقدام المواد الأولية من لبنان، مؤكدا تهريبها إلى الأردن من ثم الخليج العربي لارتفاع أسعارها هناك .
وأشار المصدر أنه من خلال البحث تبين وجود معامل في بلدات خراب الشحم ونوى ومنطقة اللجاة فيما يسلك المهربون طرق مختلفة منها بلدة كويا غربا إلى نصيب والمتاعية شرقا إلى خربة عواد جنوب السويداء وصولا إلى صحراء شرق السويداء