من الملاحظ أن الإصلاحات والتغييرات التي بدأها الائتلاف الوطني السوري منذ بداية نيسان / أبريل لهذا العام، شهدت غياباً للعنصر النسائي، عن التشكيلات والممثلين الجدد الذين قال الائتلاف عنهم إنهم ممثلين عن الشعب السوري بالداخل باختلاف اتجاهاته.
هذا الأمر بدا واضحاً اليوم ، بعد أن أعلن الائتلاف الوطني امس الجمعة باجتماع دورته العامة رقم 62، أن التوسعة الجديدة لم تتضمن أي عنصر نسائي، إذ شملت التوسعة ممثلين من الرجال عن مجالس المحافظات والمجالس المحلية ورابطة المستقلين الكرد، بحسب الائتلاف فإن الأعضاء الجدد هم (عفرين: محمد شيخ رشيد، الباب: محمد هيثم الزين الشهابي، جرابلس: علي ملحم، أعزاز: إبراهيم دربالة، رأس العين: حسين الرعاد، تل أبيض: محمد الحمدو) مع إضافة شاغر واحد من المجلس الوطني الكردي واستبدال كانيوار رسول، كما تم قبول عضوية اللواء سليم إدريس في الائتلاف الوطني، والشخصيتان محسوبتان على المستقلين.
مصدر خاص من الائتلاف أكد لموقع "السوري اليوم" أن الائتلاف يقوم بخطوات إصلاحية مدروسة ومتسلسلة، وأنّ من ضمن الخطوات الإصلاحية التي يخطط الائتلاف للقيام بها هي "التوسعة النسائية"، والتي تهدف إلى زيادة عدد النساء بالائتلاف، وأن تمثيل النساء سيكون متناسبا مع عدد أعضاء الائتلاف.
المصدر أكد أن التوسعة لا تقتصر على النساء فقط، بل سيكون هناك مايسمى توسعة "شبابية" لزيادة تمثيل العنصر الشبابي بالداخل السوري، إضافة إلى وجود خطة لدى الائتلاف لزيادة تمثيل مؤسسات العمل المدني أيضاً.
وعلى الجانب الآخر، ترى كثير من الناشطات السوريات في الشمال السوري أن هذه التوسعة للائتلاف تمت لتوجيه رسالة للداخل السوري أن الائتلاف قريب جداً من الشعب وأنه يشعر بكل الضغوطات والصعوبات التي يواجهها، أي بمعنى أن الهدف من هذه التوسعة هو كسب الحاضنة الشعبية لا أكثر، وأنها لم تمثل كل فئات الشعب.
من ناحيتها قالت إحدى الناشطات لـموقع "السوري اليوم" إن كثير من النساء لا يرغبن بالانضمام للائتلاف بسبب آلياته بشكل عام، وبسبب الخوف لدى بعض الناشطات بالمجال الثوري من فقدانهن الحاضنة الشعبية عند الانضمام للائتلاف، نظراً لفشله في تحقيق أي إنجاز سياسي على مدار عشر سنوات تقريباً.
ويشهد الشمال السوري نشاطاً مدنيا مكثفا ينصب على التمكين السياسي للنساء وبناء قدراتهن الإدارية، وذلك عبر دورات تدريبية تتناول قضايا الجندر ومناهضة العنف ضد المرأة وبرامج الدعم النفسي.
يذكر أن عدد النساء بالائتلاف الوطني ثماني نساء فقط من أصل 91 عضواً، أي ما يعادل نسبة 9 % من أعضاء الائتلاف.
وبحسب مصادر مطلعة فإن جميع النساء الثماني الأعضاء بالائتلاف هن من فئة (المستقلين) أي أنه لايوجد أي تمثيل للمرأة من أي التكتلات السياسية المكونة للائتلاف، كـالمجالس المحلية، أو المجلس الوطني، أو غيرها من مكونات الائتلاف الأخرى.
