ما كان يراهن عليه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من استثمار تزويد أوربا بالغاز الروسي في بث الفرقة بين دول الاتحاد الأوربي بدأ يظهر في محادثات الأوربيين إزاء الأزمة الأوكرانية إذ يرى مراقبون أن شبح الانقسام عاد ليخيّم على العلاقات بين أعضاء الاتحاد الأوروبي بعد أن كان الغزو الروسي لأوكرانيا بعد وحدة نادرة في بدايته. يقول عضو البرلمان الأوروبي من يسار الوسط ورئيس الوزراء الإيطالي الأسبق إنريكو ليتا "حتى الآن، أظهرت أوروبا وحدة استثنائية. ندخل الآن فترة قرارات صعبة. يذكر أن الغاز الروسي يشكل حوالي 40 بالمئة من استهلاك دول الاتحاد الأوروبي من الغاز وحوالي ثلث وارداتها الخام. يقول إنريكو ليتا إن "العقوبات التي تم اتخاذها شديدة للغاية لكنها تحتاج إلى وقت لتحقيق نتائج". ويتابع "كلنا توقعنا عملية تستغرق بضعة أيام أو حتى أسابيع قليلة، لكننا نجد أنفسنا اليوم في وضع لا نرى نهايته. ويشير نائب مدير معهد "صندوق مارشال الألماني" في باريس مارتن كوينز الى أن "ذلك جعل من الممكن الرد بسرعة بعد 24 شباط/فبراير، لكنه بلغ حدوده، وصارت تُطرح مسألة الغرض من العقوبات".
اختلاف حول حظر استيراد الطاقة من روسيا
الجدل يتركز الآن على "قضية الطاقة والحيّز الزمني للعقوبات"، إذ لن يدخل الحظر المفروض على الفحم الروسي حيز التنفيذ حتى مطلع آب/أغسطس المقبل، بعد 120 يوما من نشر حزمة العقوبات الجديدة في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي. وتضغط بولندا ودول البلطيق من أجل إجراءات أكثر صرامة وأسرع بشأن الغاز والنفط. لكن الدول الأكثر اعتمادا على الطاقة الروسية، وفي صدارتها ألمانيا، تطلب مزيدا من الوقت لإيجاد بدائل، ما يثير غضب دول أعضاء أخرى.
من جانبه، يقول أستاذ العلوم السياسية الألماني أولريش شبيك عبر تويتر "برلين بيدها مفتاح تشديد الضغط على بوتين. لكن المستشار أولاف شولتس يدير أذنا صمّاء ويبدو أنه يعتقد بإمكان تجنّب هذا القرار.".