رحيل فارس المواطنة والمساواة حسان عباس

بلغت رحلة فارس "المواطنه والمساواة " حسان عباس منتهاها اليوم الأحد حيث وافته المنية بعد صراع مرير مع المرض، حسان عباس المولود في بلدة مصياف السورية (1955)، حصل على شهادة الدكتوراة في النقد الأدبي من جامعة السوربون من فرنسا، عمل استاذاً في "المعهد الفرنسي للشرق الأدنى" وأطلق من خلال نشاطه فيه منتدى الجمعة الثقافي ساهم من خلاله بنشر ثقافة المواطنة وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية والحريات واستمر فيه أربعة عشر عاماً ، كما درّس في (المعهد العالي للفنون المسرحية) في دمشق لعشر سنوات ، حاز عباس على وسام (السعفة الأكاديمية ) من فرنسا عام 2001 برتبة فارس .

عباس يعرف عن نفسه

يعرف عباس عن نفسه في رده على سؤال سابق حول من أنت ؟ بالقول : أنا إنسان قضيت عمري بالتعلّم ولا أزال طالب علم، عدا ذلك، أعمل موزّعاً طاقتي بين ميادين ثلاثة: البحث والتعليم والعمل المدني. غايتي من البحث هي المساهمة في معرفة من نحن كبشر من هذه المنطقة، ولماذا صار حالنا إلى ما هو عليه من تأخر وفوات. غايتي من التعليم هي أن أنقل ما أتحصّل عليه من علم إلى أوسع شريحة من شباب بلدي. أمّا غايتي من العمل المدني فهي نشر ثقافة المواطنة بما تتطلبه من ديمقراطية وعلمانية وفكر نقدي”.

مساهمات عباس

ساهم عباس في تأسيس وإدارة عدد من الجمعيات المدنية العاملة في مجالات الثقافة والمواطنة وحقوق الإنسان، أسس وترأس (رابطة المواطنة)، وجعل شعارها "المساواة والمسؤولية والمشاركة"، وقدّم تعريفاً لها بالقول " إنّها تجمع مدني طوعي لكل من يرغب في العمل على ترسيخ المواطنة وقيمها على صعيد العلاقة بين المواطنين، والعلاقات بينهم وبين الدولة، والعلاقات بينهم وبين المحيط الذي يعيشون فيه ، هدفها المشاركة الفاعلة والواعية لأيّ شخص دون استثناء أو وصاية في بناء الإطار الاجتماعي والسياسي والثقافي للدولة.

عباس المناضل ضد الديكتاتورية

انتمى عباس لشريحة النخبة من المناضلين السوريين ضد الاستبداد والديكتاتورية وعمل بشكل مستمر من أجل دعم قيم الديمقراطية والمواطنة والتدريب عليها ونشر ثقافتها حيث يسجل له تنسيقه لــ400 نشاط في هذا الخصوص.

كرمته منصّة “شركاء” الإلكترونية، وأصدرت كتاباً احتفى بشخص عباس، ومنجزات الباحث الأكاديمي والمثقف الموسوعي السوري الدكتور حسّان عباس .

الكتاب الموسوم بـ «حسّان عباس بعيون معاصرة» جاء في (165 صفحة من القطع المتوسط)، وأشرف على تحريره وقدّم له المعارض السوري البارز فايز سارة. وهو يحتوي بين دفتيه على مقالات وشهادات لعدد من أبرز كتّاب وشعراء سوريا ممن عرفوا الدكتور عباس أو تعرفوا على منجزه الإبداعي عبر منصّات النشر والإعلام الإلكتروني والصحافة. كما احتوى الكتاب على مجموعة من المقالات المختارة لصاحب «الموسيقى التقليدية في سوريا» (منظمة “يونسكو”، باريس 2018)، تناولت الأحوال السورية في السنوات العشر العجاف، مع ملحق عن نشاطات المحتفى به ومسارات حياته الذاخرة بالعطاء.

مؤلفات عباس

فيما خُصّص الفصل الثاني لكتابات د. حسّان عباس في الحال السوري، ومن عناوين المقالات المنشورة: («جدران الوهم»، «حرّاس الذاكرة»، «تحوّلات في ثقافة الخوف»، «المجتمع المدني المقبل»، «صناعة التفاؤل»، «المواطنة أمام امتحان الوباء»، و«سوريا لا أمّ لها»).