احتشد عشرات الألوف في مدن بأنحاء السودان يوم الاثنين سعيا لمواصلة الضغط على القادة العسكريين الذين نفذوا انقلابا في أكتوبر تشرين الأول لكن أعادوا فيما بعد رئيس الوزراء عبد الله حمدوك إلى منصبه بعد احتجاجات حاشدة. وكُتب على إحدى اللافتات التي حملها المتظاهرون في الخرطوم بحري يوم الاثنين "يمكنك قطع كل الزهور لكن لا يمكنك إنهاء الربيع".
تأتي المسيرات بعد ثلاث سنوات من التحركات الأولى للانتفاضة التي أطاحت بالرئيس السابق عمر البشير في عام 2019. وأدى عزله إلى عملية انتقال سياسي تقاسم فيها الجيش والمدنيين للسلطة، لكن الانقلاب قطع تلك العملية.
وخرج الآلاف في مسيرة من الخرطوم بحري إلى أم درمان ملوحين بأعلام السودان ومرددين هتافات مناهضة للجيش. وأغلقت قوات الأمن في السابق الجسر بين المدينتين خلال الاحتجاجات.
وقال صديق تاور، العضو السابق في مجلس الحكم الانتقالي الذي حله الانقلاب، بينما كان يحتج في أم درمان "هذه المعركة مرحلة ثانية من معارك إسقاط الإنقاذ (نظام البشير)... الإسقاط هو محطة ولكن ما بعد إسقاط النظام تأسيس النظام الديمقراطي".
وخلَّفت حملات قمع الاحتجاجات في الأسابيع التي أعقبت الانقلاب ما لا يقل عن 44 قتيلا، العديد منهم بطلقات نارية أطلقتها قوات الأمن، بحسب لجنة أطباء السودان المؤيدة لحركة الاحتجاج. وأعلن النائب العام يوم الاثنين تشكيل لجنة للتحقيق في الانتهاكات التي وقعت خلال الاحتجاجات.