انشغلت وسائل دولة الاحتلال بالهروب الكبير الذي نفذه ستة فلسطينيين من سجن جلبوع الشديد الحراسة وأوردت تفاصيل جديدة حول خطة هروب السجناء فجر الاثنين. وقالت: قبل يوم من تنفيذ الخطة، طلب زكريا الزبيدي، أكبر سجناء المجموعة الهاربة سنا، نقله إلى الزنزانة التي يوجد بها السجناء الخمسة الآخرون، بحسب ما أفادت به القناة 12، مضيفة أنه تمت الموافقة على الطلب من دون إثارة أية تساؤلات. وعادة ما تفصل مصلحة السجون الإسرائيلية بين السجناء على أساس انتمائهم التنظيمي، لكن إسرائيل لم يكن لديها أي معلومات استخبارية عن خطة هروب، بحسب القناة
أربعة كيلو مترات عن الحدود
ويبعد سجن جلبوع نحو أربعة كيلومترات عن الحدود مع الضفة الغربية، وهو أشد السجون حراسة في إسرائيل، حيث تحتجز السلطات فيه فلسطينيين مدانين أو يُشتبه بقيامهم بأنشطة مناهضة لإسرائيل، ومنها هجمات دامية. قائد مصلحة السجون الإسرائيلية في المنطقة الشمالية، أريك يعقوب، إن الهاربين حفروا نفقا على ما يبدو في أرضية مرحاض زنزانتهم للوصول إلى السراديب التي تكونت نتيجة إنشاء السجن. .
وتشير "تايمز أوف إسرائيل" إلى أن طريقة الهروب تشبه بشكل كبير خطة ظهرت في برنامج تلفزيوني أذيع في رمضان عام 2014 على قناة الأقصى التابعة لحركة حماس، وتضمنت هذه المؤامرة هروب ستة سجناء فلسطينيين من سجن إسرائيلي من نفق حفروه من حمام زنزانتهم، وذكر الموقع أن الزبيدي، وهو قائد سابق في "كتائب شهداء الأقصى"، كان قد أعيد اعتقاله في عام 2019، وكان في السجن أثناء محاكمته فيما يتعلق بنحو 20 تهمة من بينها محاولة القتل. وينتمي باقي السجناء إلى حركة "الجهاد الإسلامي"، وقد سجن أربعة منهم مدى الحياة لصلتهم بهجمات ضد إسرائيليين.
الحفر في الحمام
وقالت القناة 12 إن النزلاء في الزنزانة التي نُقل إليها الزبيدي كانوا يحفرون في الحمام خلسة لأسابيع أو شهور قبل تنفيذ العملية، وقد أخفوا الحفرة تحت لوح أرضية. ولم يضطروا إلى الحفر بعيدا تحت الأرض، لأن السجن مدعوم بأساسات، وقد احتاجوا فقط إلى الزحف تحت هذه الأساسات حتى وصلوا إلى منطقة خلف السياج، ثم زحفوا للخارج من خلال حفرة هناك. وتشير إلى أنه ربما تمكن السجناء من الهرب بالاستفادة من تصميم هندسي لسجن جلبوع كان متاحا على الإنترنت على الموقع الإلكتروني للشركة المعمارية التي صممت الموقع، حسبما ذكرت وسائل إعلام مساء الإثنين.
والحفرة التي خرجت منها المجموعة خارج السجن كانت أسفل برج مراقبة مباشرة، لكن الحارس كان غارقا في النوم ولم يلحظ أنهم يفرون، وفقا لموقع "تايمز أوف إسرائيل. ويعتقد محققون أنه بعد الخروج من السجن، غيّر الهاربون ملابسهم بسرعة قبل أن ينطلقوا بسرعة بعيدا عن السجن حيث كانت تنتظرهم سيارة. وذكرت القناة 12 أن المجموعة تفرقت هناك، ولم يدخل جميع السجناء السيارة.
سائق يكتشف أمرهم
وفي مرحلة ما قبل وصولهم إلى السيارة، اكتشف سائق سيارة أجرة بعضهم في محطة وقود قريبة واتصل بالشرطة ورجحت القناة استخدام الهاربين هواتف محمولة مهربة، لأنه رغم تشغيل نظام جديد في السجن يمنع استخدام الهواتف المحمولة المهربة من قبل النزلاء، لكن لم يتم تفعيله أبدا.
وكشفت القوات الأمنية الإسرائيلية أنها تستخدم وحدات خاصة للبحث تضم كلاب خاصة بالملاحقات، إضافة للدعم الجوي، كما أقيمت 82 نقطة تفتيش بحثا عن الهاربين وفق تقرير نشرته صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية.