انطلقت محادثات "أستانة 16" حول سوريا، في العاصمة الكازاخية نور سلطان، اليوم الأربعاء، بمشاركة ممثلي الدول الضامنة، تركيا وروسيا وإيران.
مصادر روسية من العاصمة الكازاخية أشارت إلى جمود يعتري العملية السياسية على طاولة أستانة، إلى جانب تعنت روسي إزاء تمديد التفويض الأممي للمساعدات الإنسانية عبر الحدود والذي ينتهي في 10 يوليو /تموز الحالي.
موقف تركيا من معبر اليعربية
ونقل عن المصادر قولها «إن الجانب التركي أبلغ الروسي رفضه القاطع لفتح معبر اليعربية مع العراق بسبب الأكراد ومقترح توسيع التفويض يحمل أبعاداً سياسية لأن الجانبين الأمريكي والتركي يستخدمان المعابر بقرار أممي أو من دونه» مشيراً إلى أن الأطراف المعنية قد تتوصل «لصيغة وسطية لاحقاً بتمديد التفويض الحالي لمعبر باب الهوى فقط لمدة ستة أشهر أو سنة من دون توسيعه وذلك كبادرة حسن نية تجاه واشنطن، مقابل استثناءات في قانون قيصر ورفع العقوبات عن بعض الشركات الروسية كي تستطيع العمل شرق الفرات». وتبحث جولة أستانة السادسة عشرة لأول مرة إدخال المساعدات إلى سوريا، حيث يناقش المجتمعون مشروع القرار الجديد الذي تقدمت به إيرلندا والنرويج، الخاص بتمديد التفويض وتوسيعه عبر فتح معبر إضافي لإدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا، «معبر اليعربية مع العراق» كما طالبت واشنطن بفتح معبر باب السلامة إلى جانب الإبقاء على معبر باب الهوى في ريف إدلب لإيصال المساعدات.
لا تغيير في الوضع الميداني
وتشير المعطيات إلى أن المحطة الجديدة لاجتماعات أستانة، لن تغير الوضع الميداني في محافظة إدلب ومحيطها، ومن المرجح أن يبقى كما هو، مع استمرار القوات السورية والروسية بالقصف لإضعاف المنطقة. وتشير بعض الأوساط أن موسكو «لن تقوم بحملة عسكرية واسعة شمال غربي سوريا، لعدم قدرتها على ذلك، نظراً لتخوفها من التدخل العسكري التركي، والذي يتمثل بالمسيرات وفعاليتها القتالية، بينما لم تجد مراكز الأبحاث العسكرية الروسية كافة حلاً لها، واكتفت باستقدام طائرات التوبولوف التي ترمي على الأهداف دون دخول النطاق الجوي لقوى المعارضة. والسبب الثاني القدرة العسكرية المتنامية للفصائل وإفشالها لكل محاولات التسلل على محاور المنطقة في الفترة الماضية».
تعنت روسي
وأكد المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف في تصريح للصحافيين على هامش الاجتماع السادس عشر بصيغة أستانة حول سوريا، أن بلاده تصر على عدم تمديد ما تسمى (آلية إيصال المساعدات عبر الحدود) في سوريا «لأن هذه الآلية تجاوزت فائدتها».
ونقلت وسائل إعلام النظام الرسمية، عن لافرنتييف قوله «نحن بالطبع نصر على طي هذه الآلية وعلى عدم إطالة أمد عملها لأنها تجاوزت فائدتها» وتابع لافرنتييف أن القمة الأخيرة للرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي جو بايدن في جنيف كانت «بناءة ومشجعة للغاية وأهم شيء هو أن الطرفين اتفقا ووجها الخبراء لإجراء مشاورات مفصلة حول القضايا المطروحة الآن على جدول الأعمال والتي تهم قادة البلدين ومن بينها بالطبع الوضع في سوريا». مضيفاً: نأمل في نهاية المطاف أن يكون ما يسمى بالغرب الجماعي اتخذ قراراً بمراجعة وتعديل موقفه بشأن سوريا لهدف أكثر إنسانية في المسار الاجتماعي الاقتصادي.
ووفقاً لوكالة النظام الرسمية «سانا» فإن لافرنتييف أشار إلى أن روسيا ستناقش خلال الاجتماع الحالي بصيغة أستانة مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون استمرار عمل لجنة مناقشة الدستور لافتاً إلى أنه «تم خلق كل الظروف لمتابعة عملها».
خيبات الشعب السوري
وفي واقع الحال، وبعد 16 جولة من مسار أستانة حول سوريا، حملت الاستحقاقات الدولية حول سوريا الكثير من الخيبات للشعب السوري، لاسيما بعد فشلها ونهايتها دون اتفاق أو حل، فضلاً عن مساهمتها في قضم القسم الأكبر من المناطق المحررة التي تم تصنيفها ضمن نظام «خفض التصعيد» لصالح النظام السوري، باستثناء محافظة إدلب وبعض الأرياف القريبة منها في حماة وحلب، والتي تعيش حالة متأرجحة ما بين السلم والحرب، بينما لازال مئات آلاف المعتقلين والمغيبين في سجون النظام، ولازالت المخيمات على الحدود السورية، وأعداد النازحين في زيادة.