وفاة القائد الفلسطيني الذي كان حليفا للنظام السوري

السوري اليوم - خاص
الأربعاء, 7 يوليو - 2021
أحمد جبريل .. الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين -القيادة العامة
أحمد جبريل .. الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين -القيادة العامة

توفي الأمين العام لـ"الجبهة الشعبية - القيادة العامة" ومؤسسها، أحمد جبريل، اليوم الأربعاء، في أحد مستشفيات العاصمة السورية، دمشق، عن عمر ناهز 83 عامًا، بعد معاناة مع المرض.

وكان أحمد جبريل قد أسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين -القيادة العامة عام 1968 وانفصلت عام 1984 عن منظمة التحرير الفلسطينية, واتخذت من دمشق مقرا لها، حيث تربط جبريل بقيادتها علاقة وطيدة، رسمت مواقفه وانحيازه لها وعرف بتحالفه مع النظام السوري وايران .

حياة غنية

يذكر أن أحمد جبريل ولد في قرية يازور، قرب يافا عام 1928 ثم انتقل مع أسرته إلى سورية عام 1948 بعد حرب فلسطين وأصبح ضابطا في الجيش السوري وأنشأ عام 1959 تنظيما شبه عسكري هو جبهة تحرير فلسطين.

وبعد فشل محاولات لدمج فصيله مع حركة "فتح" بزعامة ياسر عرفات، شارك جبريل في تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بقيادة جورج حبش عام 1967، ثم انشق عنها ليؤسس القيادة العامة.

يذكر أن احمد جبريل كان  قد وقع اسمه على أهم عمليتي تبادل أسرى فلسطينيين مع العدوالاسرائيلي حيث اشرف على عملية النورس عام 1979 والتي تم  فيها تحرير 79 اسيرا فلسطينيا مقابل تسليم ضابط اسرائيلي تم اسره في جنوب لبنان .

كما قاد عملية  الجليل  عام 1985  والتي اسفرت بعد مفاوضات طويلة عقب الاجتياح الاسرائيلي للبنان و أسر ثلاثة ضباط اسرائيليين تم استبدالهم بـ 1150 اسير فلسطيني   من كبار قيادات الضفة الغربية  وغزة في فلسطين المحتلة  في عملية قيل انها السبب الرئيسي في تحريك الانتفاضة الفلسطينية الاولى عام 1986 .

ونفذت الجبهة الشعبية - القيادة العامة عمليات عدة ضد إسرائيل في جنوب لبنان وفي العمق الإسرائيلي.

وقال بدر  أحمد جبريل،  في تصريحات لوكالة "فرانس برس" إن والده "توفي بشكل طبيعي بعد معاناة مع المرض خلال الفترة الأخيرة"، مشيرًا إلى أنه سيوارى الثرى يوم الجمعة في مقبرة مخيم اليرموك في دمشق.

ونعت الجبهة الشعبية - القيادة العامة أمينها العام، وقالت "لقد أمضى قائدنا حياته مناضلاً ومجاهدًا في سبيل شعبه العربي الفلسطيني وأمته العربية ومن أجل تحرير الوطن الفلسطيني من الاحتلال الصهيوني الغاشم، وكان قائدًا مناضلاً من أجل قضايا أمته العربية والإسلامية".

وبخلاف علاقة الود التي جمعته مع القيادة السورية، عُرف جبريل بمعارضته الشديدة  لأوسلو ومعاهدات السلام برمتها وكان هذا سببا رئيسيا في انفصاله عن القيادة الفلسطينية برئاسة  ياسر عرفات و خلفه  محمود عباس، ومعارضته لقرار القيادة الفلسطينية التفاوض مع إسرائيل والاتفاقات بينهما. 

وفي العام 2002، تم اغتيال ابنه البكر جهاد بعبوة وضعت في سيارته في بيروت. وفي العام 2010، أدين ضابط لبناني سابق بالتعاون مع إسرائيل وبضلوعه في اغتيالات عدة بينها المشاركة في عملية الاغتيال.

وتحتفظ الجبهة الشعبية - القيادة العامة بمواقع عسكرية لها في جنوب  لبنان، وتتجنب القوى الأمنية اللبنانية الاقتراب منها بغية عدم إثارة توترات أمنية. علما بأن قرارات عدة اتخذت بإزالتها.

وسبق لقوات الاحتلال الإسرائيل أن قصفت بضع مرات مواقع للفصيل، في كل من لبنان وسورية، آخرها في صيف 2019 في منطقة البقاع في شرق لبنان.

تعزية عباس في وفاة جبريل

هذا وقدم الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، تعازيه في وفاة جبريل، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا".

وذكرت الوكالة أن الرئيس عباس قدم تعازيه في وفاة القيادي الفلسطيني (83 عاما)، لكلا من الأمين العام المساعد للجبهة طلال ناجي، ونجل المتوفى بدر جبريل.

من جهتها، تقدمت حركة "حماس" بالتعازي للشعب الفلسطيني وأسرة جبريل في وفاته.

وقال رئيس مكتب العلاقات الوطنية بالحركة، حسام بدران، في تصريح نشره الموقع الرسمي لـ"حماس"، إن وفاة جبريل جاءت "بعد مسيرة حافلة بالبذل والعطاء لوطنه ولشعبه ولقضيته على مدار سنين طويلة".

وقال مصدر في الجبهة إن جبريل توفي بمستشفى "دمشق"، مشيرا لـ"تدهور مستمر في حالته الصحية منذ 3 شهور". ورجح المصدر أن تُجرى مراسم تشييع المتوفى، الخميس، في مقبرة مخيم "اليرموك" جنوبي دمشق.