هل يمكن أن يكون بوتين صانع سلام في الشرق الأوسط

روجر بويز
الأربعاء, 24 فبراير - 2021
وزير الدفاع الروسي يطلع الرئيسان الروسي والنظام السوري على وثيقة
وزير الدفاع الروسي يطلع الرئيسان الروسي والنظام السوري على وثيقة

نشرت صحيفة “التايمز" اللندنية، مقالا لروجر بويز بعنوان “هل يمكن أن يكون بوتين صانع سلام في الشرق الأوسط؟”، يويز يقول: إن موسكو تقيم علاقة منذ أكثر من نصف قرن مع عائلة الأسد التي تحكم سوريا. وهي علاقة ممهورة بالدم، حتى أن لو أطيح ببشار غدا، لن يتردد بوتين من منحه منزلا ريفيا خارج موسكو ويخصص له خدما وحرسا لكي يمنع المحكمة الجنائية الدولية وأعداء آخرين من الوصول إليه. ويتابع بالقول: هناك أشياء مبهمة تحدث في سوريا منها التوسع بدرجات سريعة في القاعدة الجوية العسكرية الروسية في حميميم قرب اللاذقية، حيث خصص السوريون في العام الماضي قطعة أرض إضافية ليتم إنشاء مدرج جديد فيها. وتشير تقارير إلى أن المدرج الثاني من أجل تمكن القاذفات الاستراتيجية من استخدامه. وتضم قاعدة حميميم كذلك وحدة تجسس متطورة تابعة للاستخبارات الروسية وحظائر طائرات المحصنة لحماية عشرات الطائرات من هجمات الطائرات بدون طيار. وتعد القاعدة المركز العصبي للدفاع الجوي السوري، ويشير الكاتب إلى وساطة بوتين لعملية تبادل الأسرى بين سوريا وإسرائيل. مقابل هدية كريمة وافقت فيها إسرائيل على منح سوريا جرعات من المضاد لـ (كوفيد-19)، بقيمة 1.2 مليون دولار لتوزيعه في سوريا. 

ويعتقد بويز أن بوتين يحاول تأكيد دوره كلاعب قوي في الشرق الأوسط، مستفيدا من الفجوة التي خلفها تراجع الولايات المتحدة من المنطقة.

وبحسب مصدر في شرق أوروبا تحدث إليه بويز، قال إنه لا تمر لحظة تتعلق بأزمات الشرق الأوسط، إلا ويستيقظ فيها بوتين ويفكر: “كيف كان يفغيني بريماكوف سيتصرف في هذا الموقف؟”. وبالنسبة لبريماكوف، كان هذا يعني العمل على تشكيل تحالفات براغماتية ومنع أمريكا من التقدم داخل فلك التأثير الروسي أو الحديقة الخلفية لموسكو، وتحديد مكامن ضعف الولايات المتحدة. ومرة أخرى قرأ بوتين حكمة من كتاب أستاذه الراحل بريماكوف، وحوّل دعمه العسكري للأسد إلى وجود دائم في سوريا، وبرأي الكاتب أن روسيا تحاول أن تحد من الطموحات التركية أن تكون القوة المهيمنة في الشرق الأوسط. ويعود الكاتب إلى عام 2007 الذي يرى أنه مرحلة بداية جهود بوتين لكي يكون له دور في المنطقة والظهور بمظهر صانع السلام. ففي تلك السنة أرسل بريماكوف إلى دمشق لاستكشاف إمكانيات تحقيق السلام في المنطقة بقيادة روسيا. حيث كان الأسد يجري محادثات حذرة مع إسرائيل حول مرتفعات الجولان بوساطة تركية. لم يحدث أي تقدم: ماذا لو أقنعت إيران بالخروج من سوريا مقابل تنازل إسرائيل عن مرتفعات الجولان؟

لكن الكاتب يرى أن الفكرة مستبعدة فإيران لن توافق على الفكرة. ومع ذلك، هناك شيء ما. ومن المحتمل أن ينجذب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي سيواجه انتخابات أخرى الشهر المقبل لفكرة دخول سوريا في مفاوضات تطبيع مع اسرائيل لأنها ستكون خسارة مدمرة للنظام الإيراني.


الوسوم :