وثقت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" مقتل 29520 طفل في سوريا منذ آذار/مارس 2011 بينهم 180 بسبب التعذيب، مؤكدة أن سوريا عاشت عقد دامي من الانتهاكات بحق الأطفال ما يُهدد مستقبلها لعقود قادمة.
وقالت في تقرير لها إن الـ4 من حزيران/يونيو صادف "اليوم الدولي لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء"، مضيفة أن الأطفال في سوريا تعرضوا منذ بداية النزاع المسلح الداخلي لأفظع أشكال العدوان، وكان أشدها قسوة ومنهجية ما قامت به قوات النظام التي يفترض بها حماية الأطفال السوريين، ولكنها فشلت في مهمتها بل كانت هي المرتكب الرئيس لمختلف أنماط الانتهاكات.
وشددت على أنه لا يكاد يمرُّ انتهاك يتعرَّض له المجتمع السوري دون أن نسجل ضمنه أطفالاً، من عمليات القتل بسبب القصف العشوائي، وعمليات التعذيب داخل مراكز الاحتجاز والتجنيد القسري، والتشريد القسري وقصف المدارس ورياض الأطفال، وقد تراكم حجم هائل من العدوان على الأطفال على مدى السنوات العشر الماضية.
وأوضحت أن ذلك ولَّد جيلاً يُعاني في مختلف أشكال الرعاية التعليمية والصحية والنفسية، إضافة إلى خطر انتشار الأمية بشكل غير مسبوق في تاريخ سوريا.
ولفت التقرير إلى أن قرابة مليون وربع مليون طفل يعيشون ضمن المخيمات المنتشرة في سوريا، ويعانون أسوأ الظروف الحياتية وانعدام أقل مقومات النظافة والخصوصية والمسكن والرعاية الطبية والصحية وغياب تدابير السلامة.
وأدى التشريد القسري لقرابة 6 مليون مواطن سوري بسبب الهجمات والانتهاكات التي مارستها أطراف النزاع وفي مقدمتهم النظام السوري وحلفاؤه، إلى تفشي الفقر، لأن النازحين هم أكثر فئات المجتمع هشاشة، كما أنَّ كثيراً من الأطفال قد فقدوا معيلهم بسبب انتشار القتل خارج نطاق القانون، والاعتقال التعسفي والإخفاء القسري، وفقا للتقرير.
ولفت إلى أن الكثير من الأطفال تحولوا إلى معيل لأسرهم، وانتقل الطفل إلى ساحة العمل بدلاً من الدراسة، وأصبح لدينا مئات الآلاف من الأطفال الأميِّين، كما حرم معظم الأطفال المولدون خارج مناطق سيطرة قوات النظام السوري من الحصول على وثائق رسمية تثبت هوياتهم، وعانى الأطفال المولودون في مخيمات اللجوء أيضاً الأمر ذاته.