في الجنوب السوري يستمر مسلسل الاغتيالات الذي ينال من شخصيات شاركت وكانت فعالة في الثورة ، قتل مجهولون رئيس المجلس المحلي معتز يوسف الجباوي امس بإطلاق الرصاص المباشر عليه في مكتبته الخاصّة بمنزله في بلدة برقا بريف درعا الشمالي، وشغل الجباوي منصب رئيس مجلس محلي خلال فترة سيطرة المعارضة على المنطقة.
فيما استمرت الاحتجاجات في الجنوب السوري وخرج العشرات في مدينة جاسم في الريف الشمالي للمحافظة مظاهرة عقب صلاة التراويح طالبوا فيها بإسقاط النظام والإفراج عن المعتقلين ووقف عمليات الاعتقال العشوائي التي تشنها قوات النظام، وعمليات الاغتيال التي تستهدف أبناء المنطقة من رافضي اتفاق التسوية.
وبحسب مراقبين سياسيين ،فإن استمرار وتيرة قتل عناصر سابقين في المعارضة بمحافظة درعا يعكس صراعا في المصالح بين إيران وروسيا، مشيرا إلى أن الكثير من العناصر والقيادت التي شاركت في التسوية باتت في خدمة موسكو.
وبالمقابل يقوم مسلحون مجهولون باستهداف عناصر وقيادات جيش النظام السوري والميليشيات المتحالفة معها.
ولفتت مصادر مطلعة إلى أن روسيا وفي إطار سعيها لفض الشراكة مع الإيرانيين تسعى إلى كسب السيطرة المطلقة على درعا، بينما تواصل إيران عمليات التجنيد لصالحها مستخدمة السخاء المادي ليبلغ تعداد المتطوعين في صفوف الموالية لها في الجنوب السوري أكثر من 7900، فضلاً عن الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد شقيق رأس النظام السوري، والتي تعرف بولائها لإيران والتي تشكل رأس الحربة في الصراع مع الفيلق الخامس الذي أنشأته روسيا.
وكان الصراع بين روسيا وإيران على مناطق النفوذ في الجنوب السوري قد بدأ عقب اتفاقيات التسوية قبل بضعة أعوام عندما وافقت فصائل المعارضة على تسليم مناطق سيطرتها في درعا إلى النظام، مقابل تسوية أوضاع عناصرها، وذهاب من يرفض التسوية إلى منطقة إدلب شمالي البلاد.