الدفاع المدني السوري يختبر "الدرون الماغنومتر" الألمانية لنقلة نوعية في إزالة الألغام

في إطار جهود تطوير التقنيات الميدانية لمكافحة مخلفات الحرب، أعلن الدفاع المدني السوري، التابع لوزارة الطوارئ وإدارة الكوارث، امس الاحد / 16تشرين الثاني ، عن إجراء تجربة ميدانية نوعية لاختبار طائرة درون متطورة مقدمة من الشركة الألمانية "سيتيرا". وتأتي هذه التجربة كجزء من تعاون تقني بدأ قبل نحو شهرين بهدف دمج التكنولوجيا الحديثة في عمليات إزالة الألغام في سوريا.

وتعمل الطائرة التي يتم اختبارها بتقنية "الماغنومتر" المتخصصة، والقادرة على كشف الألغام والذخائر غير المنفجرة حتى عمق ستة أمتار تحت سطح الأرض. وتتميز هذه التقنية بالقدرة على تحديد وزن الجسم المكتشف وعمقه بدقة عالية وسرعة فائقة، حيث يمكن للطائرة مسح 10 آلاف متر مربع خلال 35 دقيقة فقط. وتُعد هذه الطائرة وسيلة آمنة وعالية السرعة مقارنة بالوسائل التقليدية المستخدمة حاليًا، مما يمثل نقلة نوعية من شأنها تخفيض المخاطر على فرق المسح.

 تعمل تقنية "الماغنومتر" على قياس الاضطرابات في المجال المغناطيسي الأرضي الناتجة عن وجود المواد المعدنية في الذخائر، مما يسمح بالتقاط هذه التشوهات وتحديد مكان الجسم المشبوه بدقة متناهية.

حصيلة 2025: إزالة 2621 ذخيرة غير منفجرة:

بالتوازي مع جهود التحديث التقني، تواصل فرق الدفاع المدني السوري أعمال المسح والإزالة لمخلفات الحرب التي تشكل خطراً كبيراً يلاحق السوريين. وقد كشف الدفاع المدني السوري عن إحصائيات عمله منذ بداية العام الحالي 2025 حتى 15 تشرين الثاني، حيث نفذت الفرق 2370 عملية إزالة، تمكنت خلالها من إزالة وإتلاف 2621 ذخيرة غير منفجرة. كما تمكنت فرق المسح التقني من تحديد 900 موقع ملوث بمخلفات الحرب في مختلف المناطق.

وتؤكد وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث أن مكافحة مخلفات الحرب تعد خطوة جوهرية لتمكين إزالة الأنقاض وإعادة الإعمار وتأهيل الأراضي الزراعية والمؤسسات.

جهود التوعية وحماية الأطفال:

وإلى جانب العمل الميداني، قدمت الفرق أكثر من 10 آلاف جلسة توعية للسكان المتضررين، استفاد منها نحو 23 ألف مواطن، بينهم قرابة 20 ألف طفل. وتأتي هذه الجهود لضمان سلامة المدنيين، وتنبع من إيمان بحق السوريين في حياة آمنة ومستقبل خالٍ من المخاطر.

ودعا الدفاع المدني الأهالي إلى تجنب المناطق التي شهدت اشتباكات مؤخراً أو تحوي مواقع عسكرية، وشدد على ضرورة الإبلاغ الفوري للفرق العاملة في قطاع مكافحة مخلفات الحرب في حال العثور على أي جسم مشبوه، وعدم محاولة الاقتراب منه أو تحريكه.