في موقف حاسم يعكس رفض الشارع الوطني الدرزي لمحاولات العزل والانفصال، أصدر آل كيوان في محافظة السويداء بياناً شديد اللهجة أكدوا فيه رفضهم المطلق لـ"كل أشكال التلاعب بهوية الجبل، والزج بأهله في مشاريع مشبوهة تخدم مصالح خارجية على حساب وحدة سوريا وسلامة أراضيها".
البيان، الذي جاء متزامناً مع اعتصام شعبي شهدته المدينة للمطالبة بعودة المهجّرين، شدد على أن "الكرامة الحقيقية لا تكون برفع شعارات خادعة وتأسيس أوهام سلطوية داخلية، بل بالعودة إلى حضن الدولة السورية التي كانت وستبقى البيت الجامع لكل السوريين".
وأضاف البيان:
"نرفض أن يُستخدم جبل العرب منصة لتصفية الحسابات، أو أن يتحوّل إلى دويلة افتراضية يحكمها من لا شرعية له سوى ميكروفون ووعود زائفة. السويداء لأهلها الوطنيين الشرفاء، لا لمراهقي السياسة ولا لعملاء المشاريع الأجنبية."
آل كيوان دعوا إلى "تفعيل مؤسسات الدولة بشكل كامل داخل المحافظة، وبسط سلطة القانون السوري على كل شبر فيها"، معتبرين أن "أي فراغ أمني أو إداري لن يُملأ إلا من قبل الفوضى، وهو ما لا يمكن السماح به".
وفي رسالة مباشرة للجهات التي تحاول احتكار الحديث باسم الجبل، قال البيان:
"لسنا أدوات بيد من يتقنون الخطاب المزدوج ويتخذون من التقية السياسية وسيلة لحرف السويداء عن تاريخها العروبي السوري. نحن جبل العز، لا نبيع دماء شهدائنا في بازار السياسة، ولا نستقوي إلا بالدولة التي ننتمي إليها."
واعتبر البيان أن من يسعى لعزل السويداء أو فرض واقع سياسي مغاير للهوية الوطنية "إنما يخدم أجندات إقليمية معروفة، لا مصلحة لأبناء الطائفة بها، بل تضعهم في مواجهة تاريخهم وأمتهم".
ويأتي هذا البيان في وقت تشهد فيه السويداء تجاذبات داخلية حادة، وسط محاولات بعض الشخصيات الدينية والسياسية فرض مسارات منفصلة عن الدولة السورية، وهو ما يلقى رفضاً متزايداً من فئات واسعة من المجتمع المحلي.