في تصعيد مفاجئ، شنّت مقاتلات سلاح الجو الإسرائيلي سلسلة من الغارات الجوية على العاصمة الإيرانية طهران ومواقع أخرى في البلاد، في وقت لم تؤكد فيه تل أبيب بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع إيران.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤولَين في وزارة الدفاع الإسرائيلية أن الغارات استهدفت عشرات المواقع، أبرزها منشآت عسكرية واستخباراتية، إلى جانب مطار “مهرآباد” غرب طهران، حيث أفاد شهود عيان عبر تطبيق “كلوب هاوس” بسماع دوي انفجارات قوية ورؤية الطائرات الحربية تحلق في سماء العاصمة.
ودعت القوات الإسرائيلية سكان وسط طهران إلى الإخلاء الفوري، مشيرة إلى أن المنطقة تضم مقار حساسة مثل البنك المركزي، ومكاتب حكومية، ومراكز أمنية.
وقال الصحفي الإيراني مصطفى شمس في بث مباشر: “الضربات متواصلة على مهرآباد، والطائرات الإسرائيلية ما تزال تحلق فوق المدينة”.
يأتي ذلك بعد ساعات من إعلان ترامب عبر منصة “تروث سوشيال” عن التوصل إلى اتفاق بين طهران وتل أبيب لوقف شامل لإطلاق النار، يبدأ تدريجياً في غضون ساعات، ويُنهي فعلياً “حرب الأيام الـ12”، بحسب وصفه. ولم يصدر أي تعليق رسمي من إسرائيل حتى الآن بشأن صحة هذه التصريحات.
وفي مذكرة رسمية وجّهها للكونغرس الأميركي الاثنين، أوضح ترامب أنه أمر بتنفيذ ضربات على ثلاثة مواقع نووية إيرانية رئيسية الأسبوع الماضي، هي فوردو ونطنز وأصفهان، لـ”دعم المصالح الحيوية للولايات المتحدة والدفاع المشترك عن إسرائيل”، دون الرجوع إلى الكونغرس، ما أثار انتقادات واسعة من الديمقراطيين وبعض الجمهوريين.
من جهته، صرح النائب الجمهوري توماس ماسي بأن مشروع قراره لإعادة تأكيد سلطة الكونغرس في إعلان الحروب “سيُعتبر بلا جدوى إذا ثبتت فعالية وقف إطلاق النار واستمر”.
في المقابل، صادقت لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني على خطة لتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وسط اتهامات من الوكالة بعدم امتثال طهران لالتزاماتها النووية، في حين دعا مدير الوكالة رافائيل غروسي إلى وقف فوري للقتال والسماح لمفتشي الوكالة بدخول المواقع التي تعرضت للقصف الأميركي.
على الأرض، أعلن الجيش الإسرائيلي صباح الثلاثاء اعتراض ثلاث طائرات مسيرة أُطلقت من إيران باتجاه إسرائيل، إلى جانب طائرة أخرى أُسقطت فوق الجولان.
وفي سياق متصل، أكدت وزارة الخارجية الأميركية أنها بدأت بإجلاء رعاياها من إسرائيل، مشيرة إلى أن سبع رحلات إجلاء غادرت منذ السبت، حاملة نحو 250 شخصاً إلى وجهات في اليونان وإيطاليا وقبرص.
ورغم استمرار القتال، تراجعت أسعار النفط إلى ما كانت عليه قبل أسبوعين، حيث هبط خام غرب تكساس إلى ما يزيد قليلاً عن 65 دولاراً للبرميل، بانخفاض نحو 10 دولارات عن يوم الجمعة الماضي.
الوضع لا يزال غامضاً، في ظل تضارب الإشارات بين التصعيد العسكري الجاري على الأرض، والإعلانات السياسية المتفائلة الصادرة من واشنطن.
