أعلنت وزارة الداخلية السورية، في بيان رسمي، إلقاء القبض على وسيم الأسد، أحد أبرز المتهمين بالضلوع في شبكات الجريمة المنظمة والاتجار بالمخدرات، بعد تنفيذ كمين محكم شاركت فيه إدارة المهام الخاصة بالتنسيق مع جهاز الاستخبارات العامة.
وقالت الوزارة إن وسيم الأسد يعد من أخطر المطلوبين خلال فترة حكم النظام المخلوع، حيث استخدم نفوذه العائلي لتكوين شبكات واسعة لترويج الكبتاغون وتجارة المخدرات، مستفيداً من غطاء أمني وسياسي وفّره له انتماؤه لعائلة الأسد، وولاؤه المطلق لرأس النظام السابق.
ووفق مصادر أمنية نقل عنها تلفزيون سوريا، فقد تم توقيف وسيم الأسد في منطقة تلكلخ بريف حمص الغربي، بالقرب من الحدود السورية اللبنانية، بعد رصد دقيق ومتابعة أمنية دامت شهورًا.
ويُعرف وسيم، ابن عم بشار الأسد، بكونه شخصية جدلية أثارت استياء السوريين خلال السنوات الماضية، بسبب ظهوره المتكرر على وسائل التواصل الاجتماعي وهو يستعرض مظاهر البذخ، ويتوعد المدنيين في شمال غرب البلاد، ويحرّض على العنف. كما ظهر في مقاطع مصورة وهو يرتدي الزي العسكري، ويطلق التهديدات على جبهات القتال.
وبحسب تقارير دولية، يُعد وسيم الأسد أحد أبرز المتورطين في ملف تصنيع وتجارة الكبتاغون داخل سوريا، إلى جانب صلاته الوثيقة مع ميليشيا “حزب الله” في لبنان، حيث نُشرت صور جمعته مع نوح زعيتر، أشهر المطلوبين في قضايا المخدرات. وقد أدرجته كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على قوائم العقوبات لضلوعه في أنشطة غير مشروعة تخدم نظام بشار الأسد.
وسيم الأسد كان أيضاً صاحب شركة “أسد الساحل” التي اتُّهمت بأنها مجرد واجهة لتجارة الكبتاغون وعمليات التهريب. كما قاد مبادرات موالية للنظام، منها تشكيل مجموعات مسلحة رديفة تحت غطاء “الدفاع الوطني”، إضافة إلى حملات تجنيد في مناطق الساحل السوري نهاية عام 2024، متوعداً بدفع رواتب كبيرة للمنضمين.
في المقابل، أثار وسيم غضباً واسعاً داخل الشارع السوري من خلال سلوكه الاستعراضي، إذ واظب على نشر صور لأسلحته وسياراته الفارهة ومظاهر الرفاه في وقت تعاني فيه البلاد من انهيار اقتصادي وإنساني غير مسبوق. كما ظهر في ملاهٍ ليلية ضمن مشاهد أثارت انتقادات حادة، واعتُبرت استفزازاً صارخاً لمعاناة الشعب.
ويرى مراقبون أن توقيف وسيم الأسد قد يكون مؤشراً على بداية تحولات أمنية داخل بنية النظام السوري بعد الانهيار، لكنهم يشككون في إمكانية محاسبة الفاعلين الرئيسيين، وعلى رأسهم بشار الأسد، الذي تُحمّله قطاعات واسعة من الشعب السوري مسؤولية الانهيار، والحرب، وانتشار الفساد والجريمة خلال العقود الماضية.
السوريون من جانبهم عبّروا عن أملهم بأن يكون هذا الاعتقال خطوة فعلية نحو العدالة والمحاسبة، لا مجرد تصفية حسابات بين أجنحة سابقة في النظام.